الأحد , 04 تشرين الثاني , 2018 :: 9:22 م
اسعَ للحب وليس السيطرة..د.علي الصلاحين

جبال البلقاء الاخباري: أول خطوة للعيش بسلام هي التوقف عن محاولة السيطرة على الناس وعلى ما تؤول إليه الأمور في حياتك. إنما تعني محاولة التسلّط على الناس سعيك إلى فرض إرادتك وحقائقك على الآخرين. هذا الإجبار منك للآخرين – حتى وإن كان بنية حسنة – إنما ينزع السلطة من بين أيديهم ويسبب خللًا كبيرًا لأنه يتسبب في الغضب والأذى والاستياء. سوف تبقيك محاولة السيطرة والتسلط على الآخرين في صراع دائم مع الآخرين. البديل الصحي لذلك هو السعي لفهم الآخرين قبل محاولة تغييرهم والتسامح مع الاختلاف غير المؤذي واستخدام الإقناع والقيادة بطريقة ملهمة للآخرين.

لا يعني السلام قبول الإهانة أو الخضوع وعدم الدفاع عن نفسك وإنما يعني بناء العلاقات بدلًا من محاولة السيطرة السلام دون السلطة. يوضح غاندي أن السلطة المبنية على الحب تعتبر أكثر تأثيرًا واستمرارية من تلك السلطة المكتسبة عن طريق التهديد بالعقاب.كن على ثقة بأن الآخرين قادرون على أن يحيوا حياة أفضل طالما كان ذلك ممكنًا. هكذا يصبح مجرد إسداء النصيحة نوعًا من التحكم بالآخر إذا كنت تقدم النصيحة كوسيلة تتدخل بها في شئون حياته بدلًا من الاكتفاء بطرح وجهة نظرك دون أن تنتظر منه أن يأخذ بها.

يقول الدبلوماسي السويدي داغ همرشولد: «لأنه لم يكن يدري السؤال، فقد كان من السهل عليه أن يقدم الإجابة». عندما نسدي النصيحة لغيرنا، فإننا قد نفترض إلمامنا بالمشاكل التي يواجهها، في حين أننا في الحقيقة لسنا كذلك وإننا فقط نقوم بفحص مشكلاته من خلال تجاربنا الخاصة. من الأفضل عمومًا احترام ذكاء الطرف الذي أمامك والاكتفاء بالتواجد من أجله حينما يحتاج إليك بدلًا من محاولة إقحام تجربتك عليه باعتبارها «الحل» لمشكلته. بذلك سوف ترسّخ السلام بدلًا من الاستياء؛ الاحترام بدلًا من التقليل من رأيه؛ الثقة في ذكاء الآخر بدلًا من إهانته.