الإثنين , 15 نيسان , 2019 :: 9:59 ص
" إعادة النظر في السن القانونيه " منور الدباس

جبال البلقاء الاخباري: اعتبر المشرع الأردني ،أن سن الثامنة عشر للشباب والشابات كافي ليكون بالغا راشدا ، ونحن مع المشرع أن يكون الشاب قد وصل في هذا السن حالة البلوغ ، لكن الواقع والشئ الذي نلمسه في هذه الحياة ان الشباب والشابات حينما يتمون الثامنة عشر ، لا يعني انهم راشدون ، وبالتالي فهم وصلوا سن البلوغ ولكنهم لم يصلوا سن الرشد. كثيرا من شباب وشابات هذا الزمان ، تستطيع ان تلمس منهم ومن خلال الدقيقة الاولى للحديث معهم ، انهم لا يميلون الى ماهو مفيد لمصلحة انفسهم ، كما يكرهون الحديث عن الوطن وخدمة الاوطان ، وليس عندهم اية رغبة في الحديث عن هموم الوطن واحداث الساعة ، بل يطيب لهم ان يتحدثوا في مواضيع ليس فيها من الفائدة لبناء المستقبل ، فتراهم يهتمون بالاغاني الصاخبة ومتابعة المسلسلات اليومية ، واحسن ما نسمع منهم هو حديثهم عن اخبار الرياضة وخاصة "كرة القدم".

لقد اصبحت الاغاني والموسيقى والافلام ، الزاد الذي يتغذى عليه شريحة كبيرة من شبابنا وشاباتنا ، ونحن لا نحرم عليهم سماع الاغاني والموسيقى والافلام وكل الألعاب الرياضيه وفي مقدمتها "كرة القدم "، لكن ان يكون عشق هذه الوسائل وممارستها بطريقة تدعو للريبه والقلق لتصل الى الادمان عند بعض الشباب ، لدرجة انه لا يستغني عنها حيث المسجل او التلفون في جيبه والسماعة في اذنيه وهو يأكل ويتحدث مع الآخرين أوغرقان يستمع لما يهوى من طرب وغيره من الكلام الفاضي . واذا ما فاتحتهم بحديث عن الوطن وعن الاحداث التي تجري من حولنا وما تعانيه الامة ، تراهم ينفرون من الحديث ، وكأن كل ما يحدث من حولنا لا يعنيهم وحتى الاسرة التي ينتمي اليها بعض الشباب ليس عندهم الولاء لها بالمعنى الذي نفهمه ، بينما يصبح الشاب كله عيون وآذان حينما يستمع حديثا عن اغنية او تمثيلية او فلم ، وهناك الكثير ممن تجاوز سنهم الثامنة عشر ، لم يصلوا الى النضج ليتحملوا المسؤولية داخل الاسرة وخارجها .

هذا واصبح ألاباء والامهات في كثير من الأسرلايملكون السيطرة الكاملة على ابنائهم وبناتهم ، في ظل هذا الإعلام المفتوح وغير المراقب ، وفي خضم هذه الثقافة المسمومة ، التي غزت بيوتنا في هذا الزمان الصعب ، حيث دخلت البيوت غصبا عن ارادتنا. ناهيك عن ثقافة الرقص والغناء والتفنن في قص الشعر ووضع الدهون عليه ، واللباس الفاضح التي تخرج به الشابة من بيتها ، وان آلاف الشباب والشابات يتمايلون ويرقصون عند سماعهم اغنية ليس فيها من المعنى شيء ، كلمات هابطة تتغنى بها مطربه وتقدمها وهي شبه عارية ، وكذلك المغني الذي يغير شكلة من شعره الى اخمص قدميه ، ويقوم بفعل حركات بذيئة لتحريك مشاعر الشباب والشابات الذين حضروا من كل فج عميق لمشاهدة الحفلة أو المهرجانات التي يحييها المطربون أو المطربات . ومن هذا الواقع المر الذي لا نتمناه لمجتمعنا واجيالنا الصاعده ، نتمنى على الجهات المسؤولة ان تعيد النظر وترفع السن القانوني عند الشباب والشابات ليكون بحدود الواحد والعشرين عاما. والمطلوب اعادة النظر كذلك في فلسفة التربية والتعليم وكافة القوانين التي تتعلق بالطلاب والطالبات ، ولا ضير ان نعود الى قوانين الماضي التي كانت تطبق على الطلاب والتي تخرج من تحتها الاجيال التي نعتز ونفتخر بها ، والعودة الى القديم ليس عيبا ، وانما العيب ان نرى الاخطاء والإنفلات ونغض الطرف عنها ، وخاصة في هذا الوقت الذي تعكف وزارة التربية والتعليم في اعادة النظر وتقييم وتغيير المناهج التي تعلم وتربي تربية صالحة ، وتخرج لنا شبابا وشابات على درجة عالية من الانتماء للدين والوطن ولأسرهم ايضا .

هذا ونطالب الاندية الشبابية ومراكز الشباب والشابات والمنتديات الثقافيه شبه النايمه ، بأن يهتموا بشبابنا وشاباتنا اكثر وأن يكون لديهم البرامج والخطط لنشر الوعي بين الشباب والشابات ، وتثقيفهم والتوجيه نحو الأفضل والمفيد وخاصه في الفتره الخطره من سن المراهقه ، وان لايكون التركيز على النشاطات الرياضية ، بل يكون على الثقافة وتعليم المهارات الفنية ، وعمل الندوات الثقافية ودعوة المفكرين والمختصين لها ، وان يدعى عليها الشباب وليس الشيوخ ولباسين العبي ومن يتسابقون على الجلوس في الصف الأمامي للظهور الإعلامي الرخيص ، وكذلك المسابقات الثقافيه ومطالعة الكتب وكتابة الشعر والقصص والمقالة . وكذلك لا نعفي وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمواقع الألكترونيه من التقصير في الإهتمام بالنهوض النموذجي النقي بشبابنا وشاباتنا ، ونطالب الجميع بالإهتمام الأكثر والأفضل بالشباب الذين هم من نعول عليهم بعد الله تعالى لرسم مستقبل الوطن . نعم لنعود الى الماضي وننهل منه ما ينفع وقد ثبت نفعه ، نريدهم شبابا وشابات يعرفون مالهم وما عليهم من المسؤولية إتجاه انفسهم ودينهم ووطنهم والأسرالكريمه المنتمين إليها .

لا نقول ان كل الشباب في الوطن هم في هذا المستوى المتدني ولكن هنالك النسبه العاليه والسواد الأعظم ولله الحمد هم عند حسن الظن بهم ويعتمد عليهم ، ونحن نرى نماذج منهم في الندوات واللقاءات مع المسؤولين والقيادات الوطنيه العليا ، ومن خلال البرامج والنشاطات والمقابلات الفرديه والجماعيه ، ونطمع ان تكون الغالبية العظمى بل كل الشباب والشابات في وطننا إنموذجا نفاخر به. قال الشاعر : شباب خنع لاخير فيهم .. .. وبورك في الشباب الطامحينا

منور أحمد الدباس