الثلاثاء , 14 كانون الثاني , 2020 :: 10:23 ص
العرب وتركيا..إلى أين؟!

جبال البلقاء الاخباري -محمد سلامة-
المشهد العربي بكل تجلياته يتحرك بعيدا عن مفهوم الأمن القومي والمصالح العربية، فالتدخلات الدولية والإقليمية تحاصر عواصم القرار العربي، وترمي بمصالحها  حيث تريد ،والانكى أن تركيا تتقدم في مساحات وفضاءات بعيدة عنها وتحقق ما تريد ، وايران كذلك، فيما نحن غير قادرين على حماية نظامنا  ووطننا العربي، وهنا نؤشر على النقاط التالية:-
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يتحرك امنيا في ليبيا وسورية والعراق وسياسيا في تونس والجزائر، ويتحرك على الساحة الدولية، فنراه يرتب الصفقات مع موسكو وواشنطن وأوروبا، فيما الجامعة العربية لا تتحرك لا في سوريا ولا غيرها، وحتى في ليبيا فإنها تتراجع سياسيا وامنيا امامه، وربما نرى ذات يوم أن المعادلة انتهت لصالحه في جل ساحات الصراع الدائرة اليوم.
إيران تدير مصالحها في عواصم العرب تحت شعار محور المقاومة لتحرير فلسطين، فيما تركيا تتحرك تحت شعار الديمقراطية وحماية ودعم ثورات الشعوب العربية، فيما جامعتنا العتيدة تتحرك بشعارات الماضي مع إسقاطات سياسية كشفت عيوبها، وهكذا نتراجع رويدا رويدا في جل مناطق الاشتباك السياسي والأمني وعلى حساب امننا ومصالحنا ودورنا في درء الأخطار المحدقة بوطننا العربي.
تركيا اردوغان لها قوات في بعشيقة قرب الموصل بالعراق، ولها قوات في سوريا، والآن في ليبيا، وموجودة بأماكن أخرى، وذات الأمر إيران، لكن اين دور الجامعة العربية في التصدي لإيران وتركيا معا، فالجسد العربي ينهش من كل أطرافه، وقد يصل هذا حد ابتلاع الجميع دون أن نتحرك.
المعركة في العراق بدأت ضد الوجود الأمريكي، وفي سوريا باتت محسومة لصالح النظام وحليفه الايراني، وفي ليبيا ، يبدو انها لصالح حكومة الوفاق وحليفها التركي.
تركيا اليوم حالمة في العودة إلى البلاد التي كانت ذات يوما ولايات تابعة لها، وايران تريد حصتها، وكذلك روسيا وأمريكا وقبل كل هؤلاء إسرائيل التي سلبت كل فلسطين..ويبقى السؤال الأهم..ماذا ننتظر؟

 -محمد سلامة-