الأحد , 15 أيار , 2022 :: 1:25 م
شيرين أبو عاقلة: الشهداء لا يموتون...د. مهند مبيضين

جبال البلقاء الاخباري: وحدهم الشهداء يبقون، وحدهم لا يموتون، ويخلِّدون اسماءهم في سجل البقاء والخلود، تلك قصة يحظى بها الأبطال والبطلات، وتلك شهادة الوجود والولادة الأزليّة.
لن تنمحي صورة الموت والاستشهاد، ستظل باقية، وستبقى فلسطين بوصلة توحد الناس من كل البقاع. وكما الموت يعتام الكرام، فالشهادة احيانا خيار بطولة، واحيانا قضاء وقدر، وفي حالة شيرين ابو عاقله شهادة واجب، ومقاومة لاجل ارض الاسراء ودرة المدائن، وفلسطين التاريخ والنبوات والمعراج.
شيرين، لها من اسمها نصيب، في المعنى والدلالة، «الحلوة والعنب كثير الحلاوة»، وهي ستبقى عنقود الشهداء وستضيف للمرأة العربية والفلسطينية بخاصة، قلادة فخر جديد، وصفحة ناصعة في جبين التاريخ.
لها ستكتب القصائد، وستخلد باسماء قاعات ومبانٍ وشوارع، وربما تخصص باسمها جوائز ودورات شعرية وستقام لها حفلات الـتأبين اللائقة بصورة بقائها مناضلة وصحفية حرة، ومحبة لأرضها ووطنها الذي كان باستطاعتها ان تعمل خارجه في أي بلد في العالم؛ بفعل خبرتها وكفاءتها. لكنها بقيت كما النخلة الباسقة الثابتة المتجهة بوجهها لعنان السماء.
أما العدو الذي ارعبته جنازتها، فلا شكّ ان شيرين كانت سعيدة وهي توحد اهل وطنها على اختلافهم وتعددهم، وعند تلك الشجرة التي استشهدت تحتها وعند ذلك السور الحجري، لن تُمحى صورة زميلتها التي ارتعبت وتجمدت في مكانها، ولن تُمحى جريمة اخرى باطلاق النار على زميل آخر لها. فستظل تلك اللقطة تؤرخ لزمن مقاوم، عنوانه غطرسة الاحتلال وبربريته.
هذا العدو هو خلاصة تجميع مزابل التاريخ، وتلك الجنازة المهابة ستكتب في سجلات اليوميات التحررية وفي ذاكرة الشعوب الحية التي تقاوم الظلم والاحتلال.
شيرين ابو عاقلة، اعادت رسم بوصلة المقاومة وتعريف العدو، بأنه سيظل عدوا مهما تهاوى المهرلون إليه في الردى، وسترفع قصة الشهداء على أرض فلسطين سعر متر الأرض الواحد فيها، ليكون كل متر في الأرض مغلف شهادة حياة جديدة وليس موتا، يرتقي بها كل من يستشهد إلى وعد الله بحياة اخرى للشهداء.
العدو الموجود على ارض فلسطين هو فرصة لاختبار الوطنيات والايمان بحتمية الانتصار والبقاء.

الدستور