الأربعاء , 25 أيلول , 2019 :: 4:24 م
كلمات طارئة تخالف المنهجية الشرعية...د.هاني خليل عابد

جبال البلقاء الاخباري: الأصل في الأمة أن ترجع البصر في شؤون حياتها وفق المقاصد الشرعية ، وأن تكون مفردات ثقافتها مستمدة من الدين القويم ، وليست مبنية على الهوى والشقاق ، فالحوار في الإسلام لا يهدف لشيطنة الآخر ، بل لمصلحته ،وحرص كل طرف على بيان الخير للآخر للوصول إلى كلمة سواء .

الملاحظ أنه في ظل العولمة وزمن الانفتاح في التواصل وزمن الهواتف الذكية أننا نعيش في مجتمعاتنا في زمن ركب الناس فيه وسائل التواصل ليقولوا في حق بعضهم مالا يصح ، بل أحيانا يقولون ويكتبون ما يحرم شرعاً من السب ، ويتناقض هذا مع السنن الشرعية التي تحذر من التصرفات التي تؤدي للنزاع ، واستهلاك طاقة أبناء المجتمع في الجدل العقيم.

والناظر في حال بعض من يتحاور يجد الغرائب ، ويدخل على معاجم الشتائم ، وطرق صناعة البغضاء والتي ، تضع الآخرين في قوالب العداوة بشبهة أو بغيرها ، ووصف من يهتف لكرامة وحب بلاده وصفه بالذلة والتبعية ، ونعت من يصرخ داعياً لفتنة ،أو حرب أهلية، نعته بالبطولة وإقامته مقام القدوة ،وكل ذلك من الباطل الزهوق .

والكلمة السواء في ذلك ،أن تفعّل الأمة مفاهيم النصيحة ،والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،ففي الحديث عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «الدين النصيحة» قلنا: لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»(رواه مسلم)

قيل النصيحة مأخوذة من نصح الرجل ثوبه إذا خاطه فشبهوا فعل الناصح فيما يتحراه من صلاح المنصوح له بما يسده من خلل الثوب قال وقيل إنها مأخوذة من نصحت العسل إذا صفيته من الشمع شبهوا تخليص القول من الغش بتخليص العسل من الخلط 

أما مجالات النصيحة (فألخصها من شرح النووي على مسلم) فالنصيحة لله تعالى فمعناها منصرف إلى الإيمان به وترك الإلحاد في صفاته ،والقيام بطاعته ، وأما النصيحة لكتابه ففي تعظيمه وتلاوته حق تلاوته والوقوف مع أحكامه وتفهم علومه، وأما النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتصديقه على الرسالة والإيمان بجميع ما جاء به ، وطاعته ونصرته ونشر شريعته ، واستثارة علومها ، وأما النصيحة لأئمة المسلمين فمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به ، وتذكيرهم برفق وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم ، وأما نصيحة عامة المسلمين الأمر فإرشادهم لمصالحهم ودفع المضار عنهم وجلب المنافع لهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم والذب عن أموالهم وأعراضهم .

وللنصيحة ضوابط في كتب الفقه ومنها 

1-أن تكون بينك وبين من تنصحه فالنصيحة على رءوس الأشهاد فضيحة
2-أن تكون النية النصيحة لا الوقيعة في العرض.
3- أن يقتصر الناصح على ذكر الوصف المخل بتلك المصلحة فلا يتجاوزه لعيب آخر، فإذا استشاره في النكاح فلا يذكر له عيبا في نحو الشركة
4- وتكون النصيحة بالقول اللين والرفق لأنه أقرب إلى قبولها كما قال تعالى: {وجادلهم بالتي هي أحسن} [النحل: 125]