الخميس , 25 حزيران , 2020 :: 6:06 م
الخطاب القرآني ب يا أيها الناس من ( اعبدوا ربكم) إلى ( لتعارفوا )..اعداد د هاني خليل عابد

جبال البلقاء الاخباري:
عالمية  القرآن العظيم 
أنزل الله القرآن العظيم لهداية الناس أجمعين لعبادة الله وحده ، وملء النفوس بالإيمان بأركانه وشُعبه ، وبيان طرق الهدى ،والتحذير من سبل الردى ، والخطاب القرآني معجز ،وأساليبه متنوعة ، لها القدح المعلى في الفصاحة ،والبلاغة ، فهو تنزيل من حكيم حميد ،وقد حظيت الدراسات البلاغية القرآنية بوافر من الجهد العقلي البشري ، وامتلأت المكتبة الشرعية بالبرهان على ذلك وإثبات اتصاف أساليب القرآن بالإتقان .

من إثبات النص إلى الانتفاع بالنص 
أما في مجال القرآن الكريم فنرى انشغال الدراسات على أهميتها حول تفسيره ، وإعجازه ، وأساليبه ، ونتمنى أن نعزز من تفسيره العملي بيننا ، وتنفيذ ما ورد فيه من أمر ، واجتناب ما فيه من نهي ، والتحلي بالأخلاق التي أمر بها ، والتخلي عن الرذائل التي نهى عنها ، أـما بالنسبة للحديث النبوي الصحيح فما زال البعض يصرف الوقت في دراسة السند ، ولا تتجاوز دراسته سوى نقد السند ، مع أن كل من يتكلم في هذا المجال لم يأت بجديد بل  فيه عيالاً على علماء الحديث الشريف الذي جمعوا صحيحه ، ومقبوله ، ودرسوا سيرة آلاف رواة الحديث ، وأفردوا المكذوب والموضوع بالمصنفات ،ولكن بقي علم العناية والتطبيق .

الخطاب ب أيها الناس في القرآن الكريم 
جاء الخطاب من الله في القرآن من الله لعباده ب ( يا أيها الناس ) تسعة عشرة مرة  في القرآن الكريم ، قال الزركشي في البرهان :" وفي القرآن سورتان أولهما {يا أيها الناس} إحداهما: في النصف الأول وهي السورة الرابعة منه وهي سورة النساء ، والثانية في النصف الثاني: منه وهي سورة الحج والأولى تشتمل على شرح المبدأ والثانية تشتمل على شرح المعاد فتأمل هذا الترتيب ما أوقعه في البلاغة. قلت ومن تتبع ما ورد بعد الخطاب يرى فيه دعوة لعبادة الله وتعريف الناس بنعمه عليهم ، ودعوة للإيمان بأركان الإيمان من التصديق برسول الله صلوات الله عليه واليوم الآخر ، والتحذير من مكائد الشيطان ومن البغي والعدوان  

دعوة للتفكر في خطاب يا أيها الناس 
جاءت بداية الخطاب بيا أيها الناس في قوله تعالى :" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ البقرة : 21) وختم الخطاب في هذا الشأن بقوله تعالى :" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ( الحجرات :23) ، بدأ الخطاب القرآني بالدعوة الله وحده مبينا نعمه على الخلق إيجاداً وإمداداً ، وإنعاماً ، وإكراماً في الدنيا ، ويكون ذلك يوم القيامة خالصاً للمؤمنين ، أما ختام الخطاب ب (يا أيها الناس ) فجاء في سياق الدعوة لإقامة العلاقة الإنسانية على التعارف فبهذا النص يبيِّن القرآن الكريم أنَّ العلاقة التي يجب أن تكون السائدة هي التعارف، والتعارف تكون معه المودة والتعاون وإقرار السلام وإحياء التراحم.(المعجزة الكبرى لأبي زهرة) فهل من مدبر معتبر؟؟؟؟؟