الإثنين , 08 تشرين الثاني , 2021 :: 10:44 ص
وقفات مع أبيات....د هاني خليل عابد

جبال البلقاء الاخباري: من المقاصد التي اعتنى بها البخاري في الصحيح ، الاهتمام بما يتعلق بسيرة المصطفى صلوات الله عليه ، حيث ذكر ما يتعلق بالنسب الشريف فقال :" مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ  قُصَيِّ بْنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعبِ بْنِ لؤَيِّ بْنِ غالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ ( أورده البخاري في كتاب مناقب الأنصار باب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم )
وذكر البخاري أيضاً ما ورد في مدح رسول الله صلوات الله عليه ، ومن ذلكم أبيات ابن رواحة رضي الله عنه شهيد مؤتة في أرض الأردن والتي أورها البخاري في كتاب التهجد باب فضل من تعار من الليل فصلى رقم (1155) قلت ومعنى تعار أي انتبه من النوم ، وأما الأبيات فهي :
وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ ... إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الفَجْرِ سَاطِعُ
أَرَانَا الهُدَى بَعْدَ العَمَى فَقُلُوبُنَا ... بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ
يَبِيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ ... إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْمُشْرِكِينَ المَضَاجِعُ "
وهذه الأبيات تكشف لنا عما يأتي:
أولاً: الاعتزاز بالإسلام ورسول العالمين سيدنا محمد صلوات الله عليه .
من خلال قوله ( وفينا رسول الله) إن هذا الكلام يدفعنا لندرك عظيم نعمة الله علينا ببعثة خير الأنام ، سيدنا محمد صلوات الله عليه ، فنؤمن به ، ونحبه ، ونصلي عليه ، ونظهر الفرح به في كل وقت وحين . مستذكرين سعيه ، وجهده ، وجهاده ، وصبره ، وتضحياته ، سائلين الله أن يجزيه عنّا خير الجزاء . 
ثانياً:  مشروع الهدى واستمراره
علينا أن نحافظ على مشروع الهداية الذي أكرمنا الله به على يد هذا النبي محمد صلوات الله عليه ، فنتمثل قيم الإسلام ، ونبرز ما في شريعة هذا النبي من قيم الرحمة الإنسانية ، والعدل ، ونصرة المظلوم ، وتحقيق الكرامة الإنسانية ، كل ذلك بفهم ودعوة وتطبيق حضاري .
ثالثا: البداية بتهذيب النفس وإصلاحها 
أشاد ابن رواحة رضي الله عنه بقيام وتهجد النبي صلوات الله عليه ، لما لذلك من الأثر الكبير في إصلاح القلوب والنفوس ، قال صلى الله عليه وسلم من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات (رواه أبو داود) ، لذا لا بد من الحذر من الذنوب المانعة من قيام الليل قال بعضهم :"كم من أكلة منعت قيام ليلة ، وكم من نظرة منعت قراءة سورة ، وإنّ العبد ليأكل أكلة أو يفعل فعلة فيحرم بها قيام سنة "وكما إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر فكذلك الفحشاء تنهى عن الصلاة وسائر الخيرات ( إحياء علوم الدين للغزالي)