الأربعاء , 05 كانون الثاني , 2022 :: 1:59 م
هدي نبينا يحمي من الخلاف ويدل على العفاف...د هاني خليل محمد عابد

جبال البلقاء الاخباري: أنزل القرآن الكريم على قلب سيدنا محمد رسول الله صلوات الله عليه ؛ ليكون هادياً ومرشداً للأنام ، ليسلكوا سبل الهدى ، ويجتنبوا سبل الردى ، قال تعالى :" إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا"( الإسراء :9) ويقول صلوات الله عليه :": «أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ، وَمِثْلَهُ مَعَهُ ( رواه أبو داود)
ففي موضوع المصطلحات والمفاهيم ، ينبغي على من يتكلم فيها ، فضلاً عن أن يستخرج منها أحكاماً ، ينبغي عليه أن يحيط علما ً بمقاصدها ، ويلج إليها من خلال أبوابها المشروعة ، ويتفهمها من خلال علوم (الآلة ) ، والتي يعني بها العلماء علوم اللغة والأصول والتي بينت دلالات الأحرف ، والكلمات ، وطريقة الاستدلال  من خلال التنوع اللغوي وأساليب البيان ، فهناك مصادر لفهم إطلاقات اللغة ، فالفعل يقدر في استعمال اللغة يأتي بمعنى ( يستطيع ) وبمعنى ( يضيّق ) ونحو ذلك مما هو مبثوث في كتب العربية ، ومفردات القرآن  
إن النبي صلوات الله عليه من خلال دعوته للتمسك بسنته ومنهجه فإنّه بذلك :" يحذر بذلك مخالفة السنن التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ليس له في القرآن ذكر على ما ذهبت إليه الخوارج والروافض فإنهم تعلقوا بظاهر القرآن وتركوا السنن التي قد ضُمنت بيان الكتاب فتحيروا وضلوا "( معالم السنن للخطابي) 
ومثال على ذلك ما ورد في حديث الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ نَجْرَانَ سَأَلُونِي، فَقَالُوا: إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ (يَا أُخْتَ هَارُونَ) ، وَمُوسَى قَبْلَ عِيسَى بِكَذَا وَكَذَا، فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ» ( رواه مسلم) فالحديث هنا استدل به جماعة على جواز التسمية بأسماء الأنبياء عليهم السلام ( شرح النووي على مسلم ) فمن خلال البيان النبوي زال الإشكال في الفهم في هذه المسألة .
المشكل اليوم مع من يردون بحار المعارف قبل أن يتعلموا السباحة ، فمثلا عندما يقول أهل الحضارة المعاصرة أن من حق الإنسان أن يختار الوظيفة التي يريد ، هل يقبل العقل والواقع أن يتبوأ كل امرئ الوظيفة التي يتمنى ؟ أم أن هناك شروطاً ولوازماً ؟ ، أليس هذا ما أجمع عليه من يهتم بشأن الدنيا ؟، كذلك في الموضوعات الأخرى ، فلها مقدمات ، ونتائج ، لذا فإن على من يطالب بالحقوق في المجالات المتعددة أن يتناولها بما يحفظ استقرار المجتمع ، وثقافته ، وحمايته من انحدار الأخلاق ، والأضرار المعنوية ، والمادية والصحية ، والتي اتجه العالم اليوم لمراعاتها وعدم التهاون مع من يعبث بها .