الأربعاء , 01 حزيران , 2022 :: 10:27 ص
مقارنة بين القرآن وما سبقه من الكتب .... د هاني خليل عابد

جبال البلقاء الاخباري: أنزل الله القرآن الكريم ليكون رحمة للناس ينقذهم مما أوقعوا فيه أنفسهم من الأغلال ، والأفكار الخرافية ، فرد ّالأمور إلى نصابها ، فالقرآن كتاب رباني حضاري عالمي  يدعو للإيمان بجميع الرسل والكتب المنزلة من عند الله والأدلة على ذلك كثيرة ، وما نذكره هنا للمثال  ، قال تعالى : "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ"( البقرة : 285) وقال تعالى : وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتابٍ ُ" ( الشورى :15) 
لكن القرآن  وهو يؤكد على الإيمان بجميع الرسل والكتب ، يؤكد على أن الأنبياء محل ثقة ، وأن ما أتوا به ينير طريق الهداية للناس ، قال تعالى :" وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم  ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلاً هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين  وإسماعيل واليسع ويونس ولوطاَ وكلاً فضلنا على العالمين  ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين  أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين  الأنعام 83-90) بينما وقع التحريف فيما سبق القرآن عندما تم تصوير الأنبياء  أنهم ارتكبوا الفواحش ، ، مما كان له الأثر السلبي على نظرة الناس للرسل ، والتشكيك بهم وبأخلاقهم ، ولا يوجد مثل القرآن في دفاعه عن الرسل والرسالات ، حيث بين مواطن التحريف التي يتناقلها من سبق من الأمم عنهم .
وليس من باب التعصب للقرآن ، مع إيماننا به ، ومحبتنا له ، ولكن لو أمعنا النظر بعقولنا ، ولو أن غيرنا من الموافقين والمخالفين تدبروا القرآن بموضوعية لاندهش الجميع من إنسانية القرآن  ، ومحبته للخير لكل الناس  ودعوته الأفراد ، والمجتمعات ، والأمم للتمسك بالفضائل والقيم الإنسانية ، من العدل، والسعي بالإصلاح بين الناس ، وإقامة العلاقات الدولية على التعارف والتشارك ؛ لما فيه خير البشرية ، قال تعالى :"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ "( النحل :90) وقال جل شأنه :"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "( الحجرات :13) وقال تبارك اسمه :"لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ( النساء :114) وفي ذلك دعوة لعلماء المقارنة بين الأديان أن تكون المقارنة علمية حضارية ، هدفها الوصول للمعرفة الصادقة ، وليس الدخول في صراع الحضارات وطريق الفوضى .