Skip Navigation Links
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
ارسل خبر
                 الجمعة , 26 نيسان 2024 م
Skip Navigation Links
اخبار البلقاء
نبض الوطن
برلمانيات
رجال الوطن
اخبار المجتمع
عربي دولي
اخبار الرياضة
منوعات وفنون
واحة الايمان
منوعات وفنون
السبت , 08 كانون الأول , 2018 :: 10:35 ص
الآباء مرآة الأبناء في اكتساب السلوكيات

جبال البللقاء الاخباري:-كانت التجربة التي اختبرتها أسماء محمد مع طفلتها الأولى صعبة للغاية؛ إذ كانت ما تزال في بداية حياتها الزوجية وكانت الخلافات بينها وبين زوجها كثيرة ومستمرة، ولا يمر يوم إلا والمشاكل حاضرة والصوت العالي من كليهما.
ذلك، وفق أسماء أثر كثيرا على صغيرتها التي أصبحت مع الوقت عنيفة وتتعمد أن تمد يدها على صديقاتها، وترفع صوتها على كل صغيرة وكبيرة، فضلا عن عنادها الدائم وتقليدها للطريقة التي كان يتحدث بها والدها.
حاولت معها كثيرا بأن تغير من سلوكياتها، لكنها فشلت؛ إذ لم تكن تعرف أسماء أن الأطفال يتأثرون بهذه الطريقة بآبائهم، ويتشربون الصفات السلبية ممن حولهم ويصعب بعد ذلك تصويب الحال.
تعلمت أسماء وزوجها من هذه التجربة، بعد ابنتها الأولى؛ إذ حاولا زرع الصفات الإيجابية أمام أطفالهما جميعا، والتعلم من التجربة السابقة، وإبعاد كل المشاكل العائلية عن الأطفال.
ويحرص الثلاثيني إيهاب حاتم على أن يكون قدوة جيدة لطفليه، لذا يحاول دائما من خلال تصرفاته أن يزرع فيهم كل ما هو إيجابي ويرسخ قيم الاحترام والإيثار، وحب مساعدة الآخرين والصدق في الحديث وعدم إيذاء الآخر بكلمة أو موقف قد يهينه أو يجرح مشاعره.
الكثير من السلوكيات من الضروري أن ينشأ الطفل عليها بشكل مبني على الاحترام والعدل والأمانة والقوة، وفق حاتم الذي يذهب إلى أن إيجاد جيل ناجح على قدر كاف من الإنسانية يمنح بالتأكيد مجتمعا مترابطا يدعم بعضه بعضا.
ولأن الطفل شديد المراقبة لوالديه، فيتأثر بهما، فإن أحمد جمال يهتم دائما بإظهار اهتمامه بفكرة معينة أو التمسك ببعض السلوكيات الجيدة كالمداومة على مساعدة كبار السن على قطع الشارع والتعاون مع عامل النظافة في إزالة الأذى عن الطريق. ويبين أن مثل هذه الطريقة مجدية وصحيحة لأنها تقوم على مبدأ التطبيق وليس التلقين. 
ويؤكد أن الطفل بحاجة ماسة إلى دليل يقود تصرفاته ويوجه طريقه، الأمر الذي يزيد من أعباء الوالدين ويضاعف من أهمية كل تصرف يقدمون عليه أمامه. 
ويذهب خبراء إلى أن الآباء هم النموذج الأول الذي يقلده الطفل ويحتذي به أكثر من أي شيء آخر. لذا فإن تأثره بهم ورغبته في أن يشبههم تجعله دائم الانتباه إلى كل ما يقولونه أو يفعلونه محاولا بذلك الاقتداء بهم وبسلوكياتهم التي تعلق حتما في ذاكرته ووجدانه، وتسهم بالتالي في تكوين شخصيته.
هذا يتطلب من الآباء أن يتخيروا سلوكياتهم، بحيث تكون جميعها إيجابية حقيقية تعمق لدى الطفل قيما ضرورية تنفعه وتقويه وتزيد من احترامه لنفسه ولأسرته ولمحيطه أيضا.
نجلاء أحمد التي يهمها كثيرا أن تربي ابنتها ذات السبع سنوات على الصدق والاحترام والتسامح، ترى أن نظرة الأطفال لآبائهم مثالية بعيدة كل البعد عن الخطأ، فيعتقدون أن الأفعال الصادرة عن آبائهم جميعها صحيحة. لهذا السبب يعمدون إلى تقليدهم حبا فيهم ورغبة في أن يحظوا بتقدير والديهم.
وتتابع أنها كأم تحاول دائما أن تزرع في شخصية ابنتها سمة الصفح والتسامح وعدم إيذاء الآخر واحترام المختلف أيا كان والتعامل معه بمعزل عن شكله أو لونه.
كما تحرص، خلال الجلسات التي تجمعها بصديقاتها، أن تكون خالية من النميمة أو الكلام السلبي الجارح حتى لا تتأثر ابنتها بذلك، وكذلك تقديم صورة مميزة وإيجابية عن علاقتها بوالدتها وإخوتها ومبنية حتما على الاحترام المتبادل والحب والمشاركة.
وتؤكد أنها تهتم كثيرا للاستماع لابنتها ومعرفة ما يدور داخلها من مخاوف واستفسارات محاولة بذلك تعليمها كيف تعبر بحرية عما تشعر به والابتعاد تماما عن أساليب القمع لأنها تخلق بالطبع حواجز بين الأبناء وآبائهم وتفقدهم القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب. 
ويقول الاستشاري التربوي د.عايش النوايسة، إن البشر في طبيعتهم يتأثرون بالمحاكاة والقدوة، فيتأثر الابن دائما بطبيعة الأب، ويحاكيه دائما، وفي القدوة إيصالا سريعا للمفاهيم التي يريد ولي الأمر إيصالها لأبنائه.
وتعد القدوة بالنسبة للأبناء المثال الذي يتشبه به غيره، فيعمل مثل ما يعمل، ويحذو حذوه في كل صغيرة وكبيرة ويتأثر به تأثراً عميقاً، فتنجذب إليه بصورة تولد في الإنسان القناعة التامة به، والإخلاص الكامل له. وعليه يجب على أولياء الأمور أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم، وأن لا تتناقض أعمالهم مع أقوالهم.
ويرى الأخصائي النفسي الدكتور موسى مطارنة، أن وجود قدوة جيدة في حياة الطفل أمر مهم يسهم وبشكل كبير في بناء شخصيته وتوجيهه للطريق الصحيح، كما أن القدوة تمنح الطفل قدرة على اكتساب سلوكيات وقيم إنسانية ضرورية.
ويضيف أن الآباء هم أول الأشخاص الذين يتأثر بهم الأطفال ويرغبون في تقليدهم باعتبارهم الأقرب والأحب إلى قلبهم، وهنا تكمن خطورة القدوة لأن الطفل يلتقط كل صغيرة وكبيرة من والديه، الأمر الذي يتطلب أن يكون هناك دقة وحذر في التعامل مع الطفل وتعليمه كل ما هو إيجابي بطريقة غير مباشرة.
ويذهب مطارنة إلى أهمية إيجاد جيل صالح متزن نفسيا وإنسانيا في بيئة محفزة تنتشر فيها القيم الأخلاقية والشخصيات المميزة القادرة على التأثير بالطفل، وجعله على قدر كاف من المسؤولية وتقديم صورة إيجابية عن محيطه من خلال تصرفاته التي تظهر مدى التزامه بسلوكيات تثري شخصيته وتضمن له أن يعيش حياة سوية متكاملة. ويؤكد أن القدوة من أهم الوسائل التعليمية التي ينبغي الانتباه إليها.


التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك، ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات
أضف تعليقا
الحقول المسبوقة بعلامة (*) هي حقول إجبارية.
* الإسم :
البريد الإلكتروني :
* نص التعليق :
أرسل
2023 © جميع الحقوق محفوظة - موقع جبال البلقاء الاخباري

الموقع مرخص بموجب احكام قانون المطبوعات والنشر يمنع الاقتباس او اعادة النشر دون ذكر المصدر (جبال البلقاء الاخباري)،الاراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي اصحابها فقط.