Skip Navigation Links
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
ارسل خبر
                 الجمعة , 26 نيسان 2024 م
Skip Navigation Links
اخبار البلقاء
نبض الوطن
برلمانيات
رجال الوطن
اخبار المجتمع
عربي دولي
اخبار الرياضة
منوعات وفنون
واحة الايمان
منوعات وفنون
الأحد , 27 كانون الثاني , 2019 :: 8:43 ص
منصات التواصل.. مقارنات اجتماعية تسرق” الإحساس بالرضا والقناعة

جبال البلقاء الاخباري: ما تزال مواقع التواصل الافتراضية تسيطر على تفاصيل حياة الأشخاص اليومية، وتغير من اهتماماتهم وتعاطيهم مع الأحداث. ويأتي الفيسبوك ليكون بمقدمة هذه المنصات التي غيرت من شخصية الأفراد وطريقة التفكير وغيّبت الشعور بالرضا والقناعة، ورسخت النظر فقط لما يملكه الغير.

وفي الوقت الذي يمثل فيه الفيسبوك وسيلة للتعبير والانخراط في شبكات اجتماعية، بينت دراسات مختلفة أن البعض تأثر سلبيا بسبب المقارنات الاجتماعية وغياب مفهوم احترام الذات والنظر فقط لما يملكه الآخرون.

وبالرغم من أن ليس كل ما ينشر عبر الانترنت يمثل الحقيقة، تحديدا لمن يزخرفون كتاباتهم ويقولون ما يريدونه؛ لكن تبقى هذه المنصات مثيرة لاهتمام الغير.

وغيرت هذه المواقع كثيرا من المفاهيم، فما يملكه الفرد لم يعد يمثل له قيمة مضافة مقارنة بما يراه أمامه كل يوم وبشكل متكرر، وفق خبراء الصحة النفسية والدراسات التي تناولت الأثر الاجتماعي والنفسي لمواقع التواصل الاجتماعي، وبينت أن الأصل في تلك المواقع أن تكون وسيلة لخلق تفاعل إنساني وتطوير الذات والنهوض بدلا من المقارنات الاجتماعية.

ويروي أحمد خالد موقفا حصل معه، وهو إلحاح زوجته بالخضوع لعملية نحت الجسد لاستعادة جمالها خاصة بمنطقة الورك لأنها اكتسبت فيه وزنا بعد إنجابها لطفلين قبل ثلاث سنوات. أحمد استجاب لما تريده زوجته بعد نقاشات متكررة وإصرار منها، إذ أحضرت له إعلانات مختلفة من صفحات الفيسبوك عن عمليات تعيد الرشاقة وصور لنساء قمن بها ومشاركات حقيقية حتى أنها تواصلت مع إحداهن لتأكيد فعالية العملية.

ويذهب أحمد ألى أن الفيسبوك ربما يكون ممتعا، لكنه منهك جدا ويسبب مشاكل كثيرة، إذ أن علاقته بزوجته تغيرت وباتت لا تخلو من المشاكل بسبب ما تراه وتريد أن تمتلكه، وبعد أن أنهت العملية أصبحت تطالب الآن بتغيير شامل بالمنزل ليصبح شبيها بما شاهدته لأحد المشاهير على مواقع التواصل.

وتعطي دانا أحمد مثالا على تأثرها بما ينشر على الفيسبوك من مشاركات وتعليقات، إذ تلجأ دوما لشراء الكثير من الملابس التي ترى صديقات وفتيات يشترونها وممن يروجون لها وينشرون صورهن بها، فلم تعد تكتفي بما تحتويه خزانتها. وفي كل مرة تقوم بشراء قطعة ما تكتشف أنها تمتلك شبيها له، لكن من منظورها لا تريد أن تشعر أن غيرها استطاع الحصول على شيء وهي لا تستطيع.

لكن الأمر أكثر تعقيدا، وفق رانيا عايد، إذ اضطرت في الفترة الأخيرة للحصول على قرض شخصي كي تجدد منزلها بعدما شاهدت كيف يبدو منزل ممثلة أجنبية ناشطة عبر الفيسبوك. رانيا تعتبر أن الأمر قد يبدو مبالغا به بالنسبة للبعض، ولكن حين تدقق في التفاصيل تقنع نفسها بأنها إن كانت تستطيع الحصول على ما تراه على هذه المواقع، فلم لا؟، حتى مع التكاليف المرتفعة، فهي تلبي رغبتها ويشعرها ذلك بالسعادة، وأن لا شيء ينقصها.

ويمثل الفيسبوك منصة عامة، للتعرف وتوسعة دائرة العلاقات الانسانية والتعلم من الآخر، وفق استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان د.عبد الله أبو عدس، ولكنه بات عالما مختلفا وله ضريبة التي يدفعها مستخدموه، إذ بات يتسبب بصراعات بين المتاح وما يملكه الآخرون، ما يخلق نوعا من الحسد وغياب القناعة.

والأصل هو أن يتعلم الفرد مما يراه ويستخدمه من باب تطوير الذات، إلا أن ما يحدث هو أنه أصبح موقعا لا يعكس قيم الفرد الحقيقية، بل التأثر بنمط حياة الغير، وأوضاعهم، وربما الحزن لما يملكه الآخرون، مما ينعكس على ثقة الفرد بنفسه.

ويبلغ عدد مستخدمي فيسبوك عالميا نحو مليارين ونصف المليار، إذ تبلغ نسبة استخدامه 53 % بين الإناث مقابل 47 % للذكور وفق إحصائيات فيسبوك الأخيرة، لكن المشاكل التي خلفها جراء هذا الاستخدام يدفع الكثير للابتعاد عن واقعهم وعدم الرضا بما لديهم والشعور وتدني احترام الذات.

وما مرت به رندة العلمي علمها درسا كبيرا، حيث ساءت العلاقة بزوجها، نتيجة الخلافات بينهما ورغبتها بالسفر لتركيا بعد أن شاهدت الإعلانات التي تنشرها شركات السياحة، وصور الأقارب والأصدقاء على الفيسبوك، إذ شعرت بالغيرة والرغبة بالذهاب إلى هناك، لكن الظروف الاقتصادية الصعبة حالت دون ذلك.

ويعلق زوجها زيد أن الوضع لم يكن مناسبا بسبب التزاماتهم المادية التي ترتبط بقروض للمنزل والسيارة ومصاريف طفلهما الأول، كلها أسباب حالت دون تحقيق ما تريده، فشعر بالضغط نتيجة إلحاحها المستمر، وعدم تقديرها لوضعه وتأثرها بكل ما تشاهده على مواقع التواصل لتشعر أنها تفتقد كل شيء، وأنها لا تعيش مثل الآخرين.

ويلفت أبوعدس إلى أن ما ينشر عبر الفيسبوك يوقد المقارنة الاجتماعية ويقلل من الإحساس بالرضا والقناعة بما يملكه الفرد ويفقده القدرة على تقدير ما لديه، وهنا يتولد الاكتئاب، والشعور بتدني قيمة الذات.

ولأن الصراع يتخذ بعدا ماديا، فإنه يفقد الفرد قيمة الاقتناع بما يملكه، وتصبح مراقبة الغير وما حققوه هي القاعدة، ويحضر السؤال: لماذا لا نعيش حياة الرفاهية نفسها التي يتمتع بها أصدقاؤنا؟!

أبو عدس يلفت إلى ضرورة الانتباه أن المشاعر على المواقع الافتراضية ليست حقيقية وأن من ينشغل بمراقبة غيره ومقارنة حياته به يعاني من مشاكل مختلفة، ويفتقر لمهارات التواصل الاجتماعي.

ووجدت دراسة، أجرتها جامعة كوبنهاغن، أن العديد من الأشخاص يعانون من “حسد الفيسبوك”، أما الذين امتنعوا عن استخدامه فإنهم يشعرون بمزيد من الرضا عن حياتهم. ويتولد الشعور بالحسد لدى الأفراد حين “لا يستطيعون تحقيق نمط الحياة الذي يريدونه والذي يرونه عند الآخرين”.

وبحسب الدراسة، يصدق الناس ما يرونه عبر الإنترنت رغم ابتعاده عن الحقيقة بكثير من الأحيان، لذا يتولد شعور الخوف مع مرور الوقت بأن لا يستطيع الشخص تحقيق ما يراه على هذه المواقع، ويفقد قناعته أكثر وأكثر بما لديه، ويتولد الشعور بالنفور والحسد الداخلي. وهذا النوع من الحسد المستوحى من وسائل الإعلام الاجتماعي، ينعكس على الفرد ويفقده احترامه لذاته، ويحرمه من القدرة على التسامح، بحيث لا يعود قادرا على تقبل وضعه، بالوقت الذي ينبغي فيه استخدم الموقع بطريقة أكثر وعيا ونضجا.حياتنا


التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك، ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات
أضف تعليقا
الحقول المسبوقة بعلامة (*) هي حقول إجبارية.
* الإسم :
البريد الإلكتروني :
* نص التعليق :
أرسل
2023 © جميع الحقوق محفوظة - موقع جبال البلقاء الاخباري

الموقع مرخص بموجب احكام قانون المطبوعات والنشر يمنع الاقتباس او اعادة النشر دون ذكر المصدر (جبال البلقاء الاخباري)،الاراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي اصحابها فقط.