جبال البلقاء الاخباري: قدم مجموعة من الشباب أمسية رمضانية صوفية بآلات موسيقية إيرانية أرمنية تحت عنوان “تجليات”، برعاية أمين عام وزارة الثقافة الأديب هزاع البراري، وذلك في بيت “تجلي للموسيقى والفنون”، وأحد بيوت عمان القديمة الراسخة على قمة جبل اللويبدة.
قدم فقرات الأمسية أربع شباب وفتاة؛ حيث قام بالعزف على آلة دودوك /إيقاع: هيراق مورديان، تشيلو: خالد بلعاوي، ترومبيت: اندي جيرالدو، وعلى الإطار علا، وغنى الشاب إيهاب القواسمي مجموعة مقاطع ما بين الموشح والصوفي منها أغنية “يا صلاة الزين يا صلاة الزين. على الأمراء يا صلاة الزين”، “لما سقاني ساقي القوم”، “رحت لقاضي العشق أحكي قصتي ليحكم بيني وبين أحبابي”، الى جانب مجموعة من المقطوعات الموسيقية، ومن اللافت بأن العرض كان خاليا من أجهزة الصوت.
استطاعت المقطوعات الموسيقية أن تسيطر على الحضور، فخيم الصمت وأصغى الجميع الى صوت الموسيقى التي اخترقت جدران البيت الذي شيد قبل العام 1993، لتستحضر كل ذلك التاريخ والماضي الأصيل.
مسؤولة المكان رسل ناصر، قالت: “فضلت أن تكون هذه الأمسية، وهي الأولى في شهر رمضان المبارك، بشكل بسيط وهادئ؛ حيث يجلس الحضور على الأرض، وهو نوع من الطقس الصوفي الذي طغى عليه الهدوء والاستمتاع بالموسيقى”.
فيما قال أحد أعضاء “تجليات” هيراق مورديان “إن هذه الأمسية جاءت من وحي الارتجال وترجمة حس الموسيقيين لحظيا من خلال وجودهم تحت سقف واحد، تختلف اللغات والخلفيات، لكن لغة الموسيقى بلاغ وبساطة في آن واحد”، مشيرا الى أن هذه الأمسية جمعت آلات موسيقية وخلفيات متنوعة لا تتواجد مع بعضها عادة، لكن نقاط الالتقاء يمكن إيجادها وهي التي تولد الابتكار والإبداع.
وأضاف مورديان “أن الرحلة بدأت بجمل موسيقية من وحي الموسيقيين وارتجالاتهم، ومعنى الارتجال من وجهة نظري هو عبارة عن ذكريات الموسيقى وما شملت من أحاسيس ومشاعر ومهارات قد تصل للمستمع أو لا في بعض الأحيان؛ حيث جمعت المقطوعات مقامات موسيقية من الشرق الى الغرب، لتعطي رونقا مميزا وحسا آخر غير المتعارف عليه”. ومن جهة أخرى، فإن شكل المكان يعطي ميزة وانعكاسا خاصا لدى المستمع والعازف.
ويذكر أن “تجلي” للموسيقى والفنون هي جمعية ثقافية فنية تسعى لتطوير علاقة المجتمع بالثقافة والفنون، وتوفير فضاءات ومساحات جديدة تجمع الفنانين بالناس كافة أينما كانوا؛ في الشارع والحي والمدينة والقرية والبادية.
تنطلق “تجلي” من إيمانها العميق بأن الثقافة والفنون لهما أولوية في حياة جميع الأفراد، وترى أن لهما دورا كبيرا في تعبير الفرد عن نفسه، وتطوير علاقته بمن حوله، وفتح آفاق جديدة أمامه.
تؤمن “تجلي” بأهمية العمل المشترك فيما بينها وبين الفنانين وجميع المؤسسات الثقافية والفنية الأخرى، وفتح قنوات الحوار البناء بينهم، بهدف الوصول إلى نتائج إيجابية، تترك أثرها الواضح في حياة الناس وتعمل على المشاركة في تنمية المجتمع.