جبال البلقاء الاخباري: الإنسانية وماضيها وحاضرها ومستقبلها، وكيف صنع البشر بصمتهم على كوكب الأرض بابتكارهم للزراعة والصناعة والآلة وغيرها، كانت الثيمة الحاضرة في مهرجان الأفلام العلمية للأطفال الذي انطلقت عروضه أول من أمس في متحف الأطفال.
“الأفلام العلمية للأطفال” الذي تتواصل فعالياته حتى الاثنين المقبل، يتضمن عروضا لأفلام علمية ممتعة وتتبعها أنشطة تفاعلية مرتبطة بموضوع تلك الأفلام.
ويعد المهرجان تجربة فريدة انتهجها متحف الأطفال للسنة الخامسة على التوالي، والذي يأتي بالتعاون مع معهد جوته، المعهد الثقافي في ألمانيا، والعديد من المؤسسات والمنظمات التي تسهم في عرض الأفلام لأكبر شريحة من الأطفال المستهدفين من المهرجان.
ومنذ ساعات انطلاق المهرجان الأولى، بدأت العروض بمشاركة كبيرة من الأطفال، وبخاصة طلبة المدارس، للأعمار التي يستهدفها، وهي المرحلة العمرية ما بين 5 وحتى 12 عاماً، في قاعة العرض في المتحف؛ إذ بينت مشرفة التسويق والتواصل الإعلامي في المتحف، ياسمين محمود، أن هناك فترات منتظمة يعمل المتحف على تنسيقها لاستقبال الأطفال في الفترة الصباحية، وهناك فترة مسائية للعائلات، يتم فيها عرض الأفلام للأطفال برفقة عائلاتهم، كما يُتاح لهم فرصة المشاركة في الأنشطة والألعاب المنبثقة عن الأفلام التي تم عرضها.
وبينت محمود أن المهرجان الذي تقام فعالياته حالياً في متحف الأطفال، تتبعه عروض في مكتبة درب المعرفة في مكتبة “شومان”، التي تستهدف الأطفال من عمر 3 إلى 16 سنة، بالإضافة إلى العروض التي شاركت منظمة الإغاثة الدولية في عرضها للأطفال في مخيمي الزعتري والأزرق، التي تستمر عروضها منذ الشهر الحالي حتى كانون الأول (ديسمبر)، لإتاحة مجال أكبر لمتابعة الأفلام للأطفال.
ويعد متحف الأطفال أحد المستضيفين إلى جانب دول عديدة حول العالم؛ إذ يستكشف مهرجان الأفلام العلمية 2017 ماضي وحاضر ومستقبل الإنسانية من خلال مجموعة مختارة من المواضيع مثل التمدين والحركة والطبيعة والنشوء والطعام والتفاعل بين الإنسان والآلة.
ويستقبل المتحف العائلات والمدارس خلال فترة العروض المجانية للمشاركة في الفعاليات، ويمكن لمن يرغب في متابعة الأفلام الاستفادة من العروض العالمية ومشاهدة البرنامج اليومي لمختلف العروض من خلال مواقع التواصل الاجتماعي للمتحف أو الموقع الإلكتروني.
ويقدم الموقع الالكتروني نشرة مفصلة عن الأفلام المنوي عرضها، تم التنويه فيها إلى أن الأفلام تطرقت إلى ضرورة أن يتابع الباحثون الصغار وعلى سبيل المثال أن المياه تتدفق بشكل أفضل من خلال الحجارة مقارنة بالرمل، فيقومون بتطبيق هذا الاكتشاف في إنشاء شبكة ري للنباتات تمكنهم من ضبط تدفق المياه لكل نوع من النباتات.
كما تم التطرق إلى سلسلة العلوم للأطفال، وهي سلسلة علمية مقدمة للأطفال تتناول المواضيع العلمية بأسلوب ممتع وتُبسط العديد من المفاهيم لهم، وتشجع الطفل على طرح الأسئلة والاكتشاف المبني على التجربة، وتحتوي كل حلقة من هذه الأفلام على الكثير من الألعاب والتجارب والمراجع إلى مواقع إلكترنية أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد هناك مجموعة من الأفلام التي يتم عرضها بطريقة “الأنيميشن” بجانب الأفلام التي يقوم ممثلون محترفون بتقديمها للأطفال بطريقة سلسة تتناسب مع أعمار الأطفال الموجهة لهم، عدا عن أن الأفلام جميعها مدبلجة باللغة العربية، كونها تعرض في دول عربية، ولأطفال لا يكون لديهم القدرة على القراءة أو فهم اللغات الأخرى المختلفة، وهذا أسهم بشكل كبير في زيادة رقعة الجمهور المتابع للأفلام على اختلافها.
وقالت محمود “إن متحف الأطفال حرص على أن يكون هناك جاهزية كاملة لاستقبال الأطفال خلال عرض الأفلام، من ناحية تجهيز القاعة المناسبة من ناحية الأجواء والتهوية والمساحة الكافية؛ حيث تم تجهيز القاعة لتستقبل ما يقارب 170 طفلا خلال العرض الواحد، وتم وضع شاشة عرض كبيرة وواضحة، ليتسنى كذلك للأطفال المتابعة بكل سهولة”.
ويعد مهرجان الأفلام العلمية من المهرجانات العالمية المميزة والذي انطلق من تايلند في العام 2005 ووصل إلى الدول العربية في العام 2013، وفي كل عام يقوم العديد من صانعي ومنتجي الأفلام بالمشاركة فيه، وهذا العام تلقى المهرجان 200 فيلم من 34 دولة، تقوم بعدها لجنة تحكيم مكونة من 40 عضوا بمن فيهم خبراء في مجالات العلوم والتعليم والبث وصناعة الأفلام باختيار الأفلام النهائية للمهرجان، ليختار المستضيفون منها الأفلام التي سوف يتم عرضها.
وتقام فعاليات مهرجان “الأفلام العلمية” في العام الحالي على الصعيد العالمي في العديد من الدول في جنوب شرق آسيا وشبه القارة الهندية والشرق الأوسط وإفريقيا، ويعد الفعالية العلمية الأكبر من نوعها ومن أكبر مهرجانات الأفلام العلمية على مستوى العالم من حيث عدد الزوار، بحسب موقع المهرجان.
وتأتي استضافة متحف الأطفال لهذا المهرجان انطلاقا من رسالة المتحف التعليمية والتي من أهدافها توصيل العلوم بطريقة ممتعة ومبسطة، سواء بالأنشطة والورشات التي يقدمها المتحف على مدار العام أو من خلال المعروضات التفاعلية التعليمية التي تضمها قاعة المتحف وساحته الخارجية والتي يتجاوز عددها 150 معروضة داخلية وخارجية.
الغد