Skip Navigation Links
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
ارسل خبر
                 السبت , 27 نيسان 2024 م
Skip Navigation Links
اخبار البلقاء
نبض الوطن
برلمانيات
رجال الوطن
اخبار المجتمع
عربي دولي
اخبار الرياضة
منوعات وفنون
واحة الايمان
منوعات وفنون
الجمعة , 07 أيار , 2021 :: 10:55 ص
بهجــة العيــد

جبال البلقاء الاخباري: أدركتنا بهجة الأعياد في مواسم بعيدة، وعديدة، وسط حارات لم تنقلب علينا وظلت تداري وعينا الذي راح يكبر، مع الأيام. كبرنا بعدها قليلا، ربما كان هذا قبل الأوان، أو بالأحرى تمردنا على صخب الساحات الفسيحة بين بيوت الحي النابضة بالفرح الملائكي، وفيض طفولتنا العابرة.

كان هذا بعد أن ترجلنا للمرة الأخيرة عن «مراجيح» عالية، هوت بنا فجأة، ثم لم تتكرر بعدها، بينما راحت تتضاءل وتصغر حتى تلاشت من هذا الوجود.

مشاهد متتالية من رواسب الزمن الجميل، نستعرض أغلبها بفرح مؤجل. حيث انقضاء الأيام الأواخر من رمضان، وما يرافقها من تحضيرات لزهوة العيد «الصغير»، وهو ما كان يحرك فينا أطرافا عديدة لبهجة مؤجلة، بدءا بحلوى العيد من «معمول» وفطائر، و «غريبة» بالسميد، وطقوس إعدادهها المرافقة، مرورا «بالفروش» الخشبية، المحمولة على الرؤوس في مسير ليلي متمهل وجماعي

نحو أفران الحي المشتعلة

ملابس العيد واختيارها بذلك الحرص المقيت لنا وللأهل أيضا، ثم الهدايا الموازية من دمى وأسلحة بلاستيكية معروضة في بقالات الحي، حيث الواجهات الفارغة وهي تستحيل فجأة إلى أرفف عالية وحبال تعلو فوق طاولات عريضة تسد مداخل الحوانيت، لتزدهر بما هو جذاب وجديد. ثلاث بقالات في حارتنا تبدأ بالتحول خلال أيام قليلة لصالات عرض هائلة. دمى، أسلحة عديدة بأنواعها، بالونات وأقنعة كرتونية لشخصيات معروفة.

ساحتان بتباعد كاف، في حينا، تنبت في أرض كل واحدة منها قوائم خشبية متقابلة تتحول في الليلة الأخيرة إلى «مراجيح» فردية وأخرى مزدوجة. عوارض حديدية بمقعدين متقابلين، تتأرجح، لتغدو شبيهة بلعبة «السيسو». الأتربة في الساحتين، وما قد يعلق بيننا من صخب طفولي صباح العيد، ونحن نجري مع طلعة الشمس، واندلاع الصوت الجماعي المهيب، من مكبرات الصوت العالية فوق مآذن المساجد بهتاف الله أكبر، ولله الحمد.

نندفع نحوها بأردية جديدة، نرتديها للمرة الأولى بفرح لا يوصف.

نحتفي بملمس القطع النقدية كغلة مستحقة من «عيديات» الصباح الأول، كنا من الذكاء وقتها لنعي كيف نضاعف «العيديات» بالنزوح طوعا وطمعا، نحو أكثر الجيران كرما وبشاشة بالمصافحة والتهنئة.

نتقافز بين بسطات الأرصفة المؤقتة للباعة، جيوبنا العامرة لا تخفى على أصحابها، كنا نلمح هذا في ابتساماتهم الماكرة ودعواتهم لنا بالنظر والشم وحتى بالتذوق. تمر أيام العيد لتتراجع البهجة شيئا فشيئا، مع آخر يوم نعود للبيوت بعد اتساخ ملابسنا الجديدة، وخلو جيوبنا من كل شيء.

نرجع على أمل يراودنا ببهجة أخرى ستأتي لا محالة.

ذات مرة عدنا ككل عيد، لنظل على انتظارنا، مواسم كثيرة مرت بنا لكن دون بهجة حية، أو فرح حقيقي.

مع الوقت، وذات عيد أخير، منسي، لم تتسخ ثيابنا وكان هذا يحدث لنا للمرة الأولى، وقتها لم نعد للبيت، قالوا لنا بأننا الآن قد كبرنا، لنفقد بعدها كل شيء.الدستور


التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك، ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات
أضف تعليقا
الحقول المسبوقة بعلامة (*) هي حقول إجبارية.
* الإسم :
البريد الإلكتروني :
* نص التعليق :
أرسل
2023 © جميع الحقوق محفوظة - موقع جبال البلقاء الاخباري

الموقع مرخص بموجب احكام قانون المطبوعات والنشر يمنع الاقتباس او اعادة النشر دون ذكر المصدر (جبال البلقاء الاخباري)،الاراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي اصحابها فقط.