الخميس , 16 آب , 2018 :: 8:48 ص
"مواقع بيع الأضاحي والتعدي على صحة المواطن " منور الدباس
جبال البلقاء الاخباري: من المعيب سادتي الكرام ان توافق بلدية السلط الكبرى على ترخيص حضائر بيع الأضاحي على جوانب شوارع داخل المدينه ، وهل وصلت الإستهانه بصحة المواطن والتعدي على البيئه الصحيه الى هذا الحد المؤلم ؟ !!!!كل ذلك مقابل استيفاء البلديه مبلغ من المال .
قبل ثلاثة أعوام مضت وكعادتي نزلت في الصباح لألتحق بعملي قبل عيد الأضحى ، في ذلك الوقت وجدت ورأيت بعيني ما سأرويه لكم بكل امانه وصدق ، وكان يرافقني في سيارتي أحد الأصدقاء ، وكان شاهد عيان على ما رأيناه وهو بناء حضيرة اغنام اضاحي امام بوابة ام المدارس مدرسة السلط الثانويه للبنين ، وامام البوابه الرئيسيه للمدرسه ، ياله من منظر مهين قذر ، وبنفس الوقت مؤلم ، وان ترى امام مدرسة نتغنى بها ونعظمها ونجلها حضيرة اغنام ياعيب العيب .
وما أن وصلت مكتبي حتى اتصلت ببلدية السلط على عجل ، وكان عندي صديقي المرافق ، وقد رد على السنترال قلت له للضروره اريد ان اكلم الرئيس قال :الرئيس غير موجود قلت له اوصلني الى من ينوب عنه قال : ما فيه غير العلاقات العامه فابلغتهم مضمون الشكوى ، لكن مدير العلاقات العامه انكر ذلك وقال :مستحيل ما تتكلم عنه ونسمح به ، قلت له : يا رجل خذ سياره على حسابي وفي ثلاثة دقائق ستكون في الموقع ، شكرني المدير واثنى على اتصالي وقال: سوف اتصرف وبعدها اغلق الخط . وفي الساعه الواحده من بعد ظهر ذلك اليوم غادرت مكتبي مبكرا الى السلط حتى أتابع الموضوع ، ومررت على المدرسه التي اصيبت وكادت ان تنتهك كرامتها وتمس هيبتها بانتشار رائحةالأغنام بين صفوفها المدرسيه .
وصلت المدرسه وإذا بالقوم كخلية النحل يعملون ينظفون ويغسلون بوابتها من الأوساخ بالماء والصابون ، إنشرح صدري وزال الكدر عن خاطري لما رأيت ، اوقفت سيارتي بعيدا ووقفت الى جانب شاب كان من بين الذين يغسلون ويطهرون المكان فقلت له ماذا تفعلون ؟!! قال بالحرف الواحد :أخ..أخ..أويلاه.. لو اعرف من الذي قدم شكوى ضدي ، أخ لو اعرفه قلت له وقد عرفت انه له علاقه بالصيره ماذا ستفعل به لو كان امامك الآن ؟!! قال : وبكل غضب وزمجره رافعا القطاعه بيد والسكين بيده الاخرى سوف اضحي عليه واقطعه ، عندها وبكل طمئنينه وارتياح قلت له : طيب انت بتقبل يا اخي انه واحد ينصب صيرة غنم امام بيتك ؟!! قال : هاه...هاه... هو يازلمه حدى بقدر يعملها امام بيتي قلت له طيب هاي المدرسه بيت للآلاف من السلطيه خاصه والأردنيين عامه التي تخرج منها رؤساء الوزارات والوزراء ، وكثير من رجالات الدوله الأردنيه ، وافواج من الخريجين الذين يرفدون الجامعات بالطلاب ، وقد شرفتها الدوله وزارها الملوك ، وتغنى بها الشعراء والكتاب ، فكيف بكم تفعلون هذه الفعله الشنيعة القذره وتنصب حضيرة اغنام امامها ؟قال : يارجل انا معي ترخيص من البلديه ودافع مصاري للبلديه ، هو فيه إشي ببلاش اتركني بحالي حتى ابحث لي عن موقع آخر ، فتركته وبعد ان خطوت خطوات خطا خلفي مناديا وقال :لا يكون انته اللي بلغت عن الصيره فتذكرت القطاعه والسكين ، قلت له والخوف يعتصرني لا ياخوي انا عابر طريق وحديثي معك فضولي ، وانطلقت بسيارتي وانا يغمرني الخوف وغادرت المكان بأمان الله .
لكن في العام المنصرم وفي عيد الأضحى المبارك عادت ورخصت البلديه وبدون حياء أو خجل فحضيرة الأغنام لا تبعد عن بوابه المدرسه بحوالي 25 متر . ومن هذه النافذه ومن على هذا المنبر العالي الموقراقول لرئيس البلديه وكل مسؤول فيها بالله عليكم اترضون ان تنصب صيره اغنام ضحايا امام بيوتكم أو قريبا منها ، طبعا الجواب لا فمن نصب صيره امام المدرسه ليس بأشجع منكم فأنتم فرسان حين يعتدى عليكم لكن تضعفون امام جباية المال والواسطات ومعارفكم والمتنفذين ، ولا يهمكم او يعنيكم تلوث البيئه والرائحه الكريهه التي تنبثق من الدماء والجلود وغيرها ، ناهيك عن كثرة الذباب وبشكل يدعو للتقزز ، ادعو رئيس البلديه والمجلس كاملا زيارة منطقة "السرو " ليتنعم ويستنشق رائحة بقايا وسقط الأضاحي والدماء ويرى بعينه الذباب وبشكل مقزز يدخل المتاجر والمطاعم والإستراحات هذا كله يحدث في شوارع ليست الشوارع خارج المدينه فقط والتي تشوه مدخل المدينه بل كذالك الشوارع داخل المدينه وبين السكان ، وقد زادت صير الضحايا في شوارع وأزقة السلط وبشكل غير مسبوق يدعوا للقلق وعدم الإرتياح . هذا الإجراء من البلديه غير مقبول ومرفوض ولا يوجد ما يبرر ذلك الضرر الواقع على بعض السكان ، الذين عايدتهم البلديه بالروائح الكريهه والبراغيث والذباب التي دخلت بيوت المواطنين غصبا وبدون إنذار ، كل ذلك من أجل تحصيل المال على حساب صحة المواطن وتلويث البيئه .
ولي أن اسأل: اين المسؤولين عن البيئه في السلط الا يعنيهم الموضوع أليس هذا اعتداء سافر على البيئه ، بالله عليكم إن لم يكن عمل شائن بحق البيئه فما الذي يلوث البيئه ، لا اعرف إن كانت معاملة الترخيص تمرر على مديرية البيئه ، أم الموضوع لا يعنيهم لا من بعيد ولا من قريب ، أو انهم مغيبون عن كل المشهد ، ادعوهم كذلك لزيارة منطقة السرو حتي ينعموا بالروائح ويستقبلهم ويرافقهم الذباب حتى يغادروا المنطقه تحركوا عن مكاتبكم فهذا من مسؤولياتكم ومن صلب عملكم. نطالب رئيس بلدية السلط الكبرى ومجلس الأعضاء الكرام ان يمتنعوا عن اصدار تراخيص لبناء صير الضحايا داخل المدينه وتكتفي بما هو موجود خارج المدينه في المستقبل البعيده عن السكان ، والأماكن السياحيه والمناطق التي يقصدها الناس للترويح عن انفسهم ، او تخصص البلديه قطعة ارض يوفر بها البنيه التحتيه من ماء وكهرباء وكل ما تحتاجه من تجهيز وبمواصفات عاليه ، بحيث يكون موقعها خارج مدينة السلط خاليه وبعيده عن السكان ، ويتم تقسيمها بحيث تكون سوق خاص للحلال وتأجيرها لمن يرغب ، وبذلك تكون البلديه قد عملت مشروعا منظما يدر عليها إيرادا يصب في خزنتها ، يذهب اليه من يريد شراء الضحايا وغير الضحايا ، ليس فقط في موسم الحج بل في كل أيام السنه .
منور أحمد الدباس. dabbasmnwer@yahoo.com
|