الثلاثاء , 18 أيلول , 2018 :: 9:58 ص
جولة الوزراء ..مطلب العبادي
جبال البلقاء الاخباري:خطوة فاشلة بامتياز لا نريد التعمق في شرح قانون الضريبة ،لأن ذلك لا لزوم له والدليل لعدم اللزومية أن من اعترضوا عليه وطلبوا مغادرة الوزراء من قاعة الحوار،لم يناقشوا بندا واحدا وأجزم أن معظمهم لم يقرأ هذا القانون سواء المسحوب منه أو الذي (ما منه مهروب) ، بل إن معظمهم لا يدفع ضريبة بناء على بنود الدفع . غير أن هؤلاء لديهم قناعة أنهم يدفعون كل شيء ، وأن همهم ما ( يحطون) على النار ، فزيارات الوزراء جاءت في وقت من الشهر لا يملك هؤلاء ( شرو نقير) من المال الذي يشتري رغيف الخبز ،أما فواتير الكهرباء وما تحتوي من بنود عجيبة وغريبة ،والتي رفعوها على حين غرة وبطريقة لا يقبلها المنطق والعقل ، ففي( المسحوب) أوجدوا الشرائح التصاعدية ، وفي فاتورة الكهرباء الغوها (شرائح الكهرباء ) بل وضعوا فيها (فخا) لا تجوز عيه تسمية الا (حقيرا) ، فالشريحة الاولى التي قدرها ثلاثمائة كيلو واط (300) على سبيل المثال معفاة من ( فرق الوقود) الذي لا مبرر له أصلا ، ليكن ذلك وإذا ما زادت كيلو يعني (301) واحد فتدفع الشريحة الفرق من أول كيلو . لنعد للقانون المهزلة وأكرر أنني لن اتطرق لبنوده بالتفصيل لعدم الحاجة أولا ولوجود مختصين يسبرون غوره ويستخرجون عيوبه بامتياز ، فلن يكون بمقدور المواطن العادي وأنا منهم أن يعرف كيف يكون هذا القانون مثبطا للنمو الاقتصادي وطاردا للاستثمار وغير ذلك ..
إن المواطن يرغب الذهاب إلى السوق وقد وجد في جيبه بقية من نقود يشتري حاجات كفافه ، ويدفع لابنه ثمن شطيرة الطعام في مدرسته ، والتاجر يجد من يطرق بابه ليشتري من بضاعته لكي يسد رمق عياله ويدفع ضرائب ورسوم حكومته النبيلة من فائض أرباحه ، إن صاحب المصنع لن ينتج شيئا إذا لم يستطع دفع الضرائب المترتبة عليه ، وشراء مستلزمات الانتاج ، وتزويده بالوقود اللازم لتشغيله، وأجرة عماله الذين يفتحون بيوتا لا عماد لها (يغشاها) الفقر والجهل والجوع . إن المزارع الذي يُورد بضاعته للسوق بسعر أقل من التكلفة ،ويتحكم به السمسار والوكيل وصاحب وسيلة النقل لن يقدم على زراعة العروة التالية ، والمواطن الذي يفرح لانخاض كيلو البندورة لما دون العشرة قروش على سبيل المثال لن يجد (زرا) واحدا من البندوة في الموسم التالي وقس على ذلك .
إن هؤلاء جميعا صار لديهم علم أنكم لستم وزراء تتلمسون حاجاتهم من أجل تلبيتها والتخطيط مستقبلا من أجل تنمية مواردهم والتسهيل عليهم وتوفير مستلزماتهم ، بل بدائل لوزراء سابقين ولو تكرر منكم ستة عشر وزيرا ، ما أنتم الا بدائل لوزراء سبقوكم ورئيسهم من أجل اقناع الناس بالقانون المسحوب أو المهروب ، على اعتبار أنكم (الحافظ الله) أكثر مهارة ومراوغة. لقد اقترح عليكم رئيسكم المغلوب على أمره باقناع الناس ثمنا لتوزيركم وإلا (ليش حطيناكم) وزراء والدليل أن لا جديد في التعديل يُذكر وله قيمة ، كان على رئيسكم ارسال من هم دونكم في الوظيفة لكي يأخذوا عنكم الصدمة وتبقوا انتم تُغيروا ـ من التغيير ـ وتُبدلوا كأصحاب قرار ، لكني يساورني الظن أن أسيادكم يرجون لكم هذه ( البهدلة) طبتم ونعمتم بها ...أيها الوزراء الاجلاء جولاتكم خطوة فاشلة بامتياز .
مطلب العبادي 17 / 9 / 2018
|