جبال البلقاء الاخباري: واضح أن الحكومة الحالية مصرة على إلهاء الشعب الأردني بقضية الدخان الأخيرة وكأنها تمكنت من القضاء على الفساد من جذوره.. وبالتالي تحاول إيهامنا بأنها ( جابت الذيب من ذيله ) وكفى الله المؤمنين شر القتال .
منذ عقود عديدة ونحن نعاني من آفة الفساد الإداري والمالي بصورة كبيرة .. ولم تحاول أي حكومة العمل بجدية نحو محاربته علما بأن كل البيانات الحكومية عند تشكيل الوزارة تركز على هذا الموضوع ولكن دون تطبيق فعلي .
ماالذي يمنع أصلا من محاربة الفساد ؟ هل هناك من شخصيات كبيرة ذات نفوذ تعيق ذلك ؟ ومن له مصلحة أصلا في بقاء الوضع على ماهو عليه لا بل استشراء الفساد بصورة كبيرة في حياتنا ؟
هيئة النزاهة ومكافحة الفساد تقول أنه لا يوجد فساد كبير بل فساد صغير ! ولا أدري كيف وصلت الهيئة الى هذه النتيجة ؟ وماهو تعريفها للفساد الكبير والصغير ؟ وأنا أرى بأن الفساد صغر أو كبر سيبقى فسادا .. ولكن يبدو أن كبار الفاسدين لديهم نوعا من الحصانة تجعل من الصعوبة الوصول إليهم .
الدول المتقدمة في هذا العالم خالية من الفساد .. ولا يمكن لأي مجتمع أن يتطور مادام الفساد ينخر جسده .. وعلينا أخذ العبرة من تجربة سنغافورة التي كانت قبل ثلاثين عاما رمزا للفساد وهي اليوم خالية تماما منه .
سنغافورة اليوم أكثر الدول أمانا في العالم دون منازع .. عودوا واقرأوا عنها جيدا واسألوا لماذا أصبحت هكذا ؟ لعل فيها ما نستفيد منه ... وهات لك سيجارة مهربة ياولد !