Skip Navigation Links
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
ارسل خبر
                 الأربعاء , 24 نيسان 2024 م
Skip Navigation Links
اخبار البلقاء
نبض الوطن
برلمانيات
رجال الوطن
اخبار المجتمع
عربي دولي
اخبار الرياضة
منوعات وفنون
واحة الايمان
اقلام حرة
الإثنين , 08 تموز , 2019 :: 8:12 ص
ذكورة ورجولة! فارس الحباشنة

جبال البلقاء الاخباري: الكاتب الامريكي والتر ارمبروست في كتابه «الرجولة المتخيلة» قدم صورا ثقافية لنموذج الرجل. ومنها ما هو مستنسخ من السينما العربية كفريد شوقي الذي بقي يظهر في دور الفتوة ومفتول العضلات، والرجل الذي لا يقهر في المشاجرات والاعتراك. لعب دور البطل، والصورة التي ارتبطت في قهر النساء، وقمعهن. وكما ظهرت المرأة في سينما عصر فريد شوقي بانها ناقصة، وقليلة حيلة وارادة، وتابعة، ومذيلة بالمشهد العام والخاص. 

ما بين صورة البطل والمرأة قامت علاقة على عدم المساواة. فريد شوقي في صوره الرجولية تنقل بين الطبقات الاجتماعية، من موظف حكومي الى عامل وتاجر صغير وفلاح، ورجل اعمال، وموظف كبير في الدولة، الا أنه حمل ذات الروح وشخصية الرجولة الفاتكة. يحمل قيما استثانية، وخاصة، ويحق له ما لا يحق للاخرين، تعبيرات عن انفصام اجتماعي واخلاقي. 

لربما أن شخصية فريد شوقي قد دخل عليها تعديلات اضافية في السبعينات وما بعدها، وبداية نمو التيار الديني السلفي والمتطرف، امساك قوى الاسلام السياسي للمجتمع ومجسات الثقافة والفكر والفن، وسيطرة المنابر على المجال العام،  وانبعاث أفكار سلفية عن الرجل والمرأة وولادة الحجاب، وتعدد الزوجات، وثقافة الحلال والحرام، على طريقة الحج متولي، وغيرها. 

بقدر ما اصاب المجتمع العربي من انكسارات وهزائم، وبقدر ما أصابه من تحولات ايضا، فإن الرجولة تحركت على أمواجها، لنكتشف أن المجتمع الفاسد ينتج رجولة فاسدة. فتاجر المخدرات تحول في المنظور العام الى بطل وعصامي، والقواد الى مثابر وناجح وطموح وعصامي، والحرامي الى البطل، والمرتشي لشاطر وفهلوي، والقمرجي الى مغامر وشاطر ورجل قيم. 

 بيئة فاسدة تنتج رجولة فاسدة، وكيف ان النظرة الى المرأة أيضا تتحول الى شهوانية «جنسانية « بعيدة عن كل الاطر الانسانية والاخلاقية. وفي استعراضات الخطب الى سلعة ومادة للاستهلاك والتجارة. وحتى في خطابات مشايخ الاستعراضات الاخلاقية -الاجتماعية الدينية يركزون على المرأة بخيال مريض ومعطوب وفاشل. 

فلا تسمع في الخطابات الا أن المرأة هي الخطيئة، وإنما الفساد والعلة في القيم والمجتمع. تعبيرات مريضة جريحة. ففي الروايات الشعبية أكثر ما نسمع عن ادوار بطولية للرجل، وقهر للمرأة، وانها عار وعيب، وذنب وخطيئة. 

و قد انتقلنا الى القرن الحادي والعشرين وما زال العقل العربي يحمل ذات التعبيرات والافكار للمرأة. ويبدو ان العقل العربي عاجز عن الانتقال والتحول الانساني بعيدا عن مقويات السلطة العفنة من الفتوة والتسلط والقهر والاستبداد الجندري.


التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك، ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات
أضف تعليقا
الحقول المسبوقة بعلامة (*) هي حقول إجبارية.
* الإسم :
البريد الإلكتروني :
* نص التعليق :
أرسل
2023 © جميع الحقوق محفوظة - موقع جبال البلقاء الاخباري

الموقع مرخص بموجب احكام قانون المطبوعات والنشر يمنع الاقتباس او اعادة النشر دون ذكر المصدر (جبال البلقاء الاخباري)،الاراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي اصحابها فقط.