جبال ابلقاء الاخباري- حتى لا تبدو الصورة ناقصة، والمشهد ضبابيا، علينا إدراك أن الأردن يواجه تحديات خارجية لا يمكن تجاهلها، حتى وإن تجاوزنا الأخطار التي تحيط بحدود المملكة من دول تجاورها تمر بأزمات واضطرابات أمنية وسياسية، ففي إعلان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عزمه ضم المستوطنات الإسرائيلية اللاشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفرض السيادة الإسرائيلية على منطقة غور الاْردن وشمال البحر الميت، أكبر تحد علينا جميعا الأخذ به على محمل الجد وتحصين الوطن داخليا لمواجهته.
في محاولة نتياهو التي يمكن وصفها بأنها بائسة، ومتهورة كونها تنسلخ عن كافة القوانين والمواثيق الدولية، وإشارات واضحة لإرباك الأردن والعبث بثوابته الوطنية، وخلق حالة من الخلل التي تتطلب جهودا جبّارة لتحصين الذات، والابتعاد عن أي مشاكل أو خلافات قد تدير أعيننا وانتباهنا كدولة عن المهم، وعن ما يحاك ضد الوطن من مؤامرات، جرّها الجانب الإسرائيلي لتكون واحدة من أدواته الانتخابية.
إعلان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عزمه ضم المستوطنات الإسرائيلية اللاشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفرض السيادة الإسرائيلية على منطقة غور الاْردن وشمال البحر الميت، في حال فوزه في الانتخابات القادمة، وعزمه ضم اجزاء من الضفة الغربية المحتلة وفرض السيادة عليها، مسألة خطيرة وتضع المملكة في خضم المقاومة لمنع هذا المخطط الإسرائيلي وحماية أراضيه وثوابته الوطنية، ذلك أن القيام بهذه الخطوة سيضع الأردن في واجهة تصعيد خطير ينسف الأسس التي قامت عليها العملية السلمية ويدفع المنطقة برمتها نحو العنف وتأجيج الصراع.
ورغم إدراك الجميع أن هذا الإعلان جزء من النهج الانتخابي لنتياهو، وغايات يوظّفها انتخابيا، إلاّ أن الأمر بمجمله لا يبتعد عن حقيقة أن القادم ليس سهلا، وأن خططا تحاك لقتل العملية السلمية وتقويض حق المنطقة وشعوبها في تحقيق السلام، الأمر الذي يضع الأردن عند خط المواجهة، ومهما تعددت أدوات المقاومة بهذا الجانب لن توازي الوحدة الداخلية والابتعاد عن ازاحة الظهر للأهم، بالنظر للمهم، فالأمر يتطلب مواقف عملية، ومقاومة تشكّل سياجا حاميا للوطن بيد أبنائه ووقوفهم صفا واحدا خلف القيادة.
في تحصين الوطن، علينا مغادرة مربع الاستنكار، والرفض والكلام المؤطّر بمواقف لا تتعدى أصواتا هي في واقع الحال لا تقدّم ولا تؤخر في واقع الحال، فالمقاومة تحتاج وقفة حقيقية داخلية من كافة فئات المجتمع دون استثناء، والتنبّه أن هناك أخطارا تحيط بنا، ويجب مواجهتها وارسال رسائل واضحة للجانب الإسرائيلي ولكل المتربصين بالوطن، ان الأردن عصيّ بلحمته الداخلية على كلّ المتآمرين.
نيفين عبدالهادي