الخميس , 12 كانون الأول , 2019 :: 8:52 ص
جـمـعـــة مـبـاركـــة - خولة كامل -
جبال البلقاء الاخباري- ان يوم الجمعة كان ولايزال يوما مميزا بالنسبة للمجتمعات الاسلامية، وبخاصة المجتمع الاردني والذي تجتمع فيه الاسرة منذ الصباح حول مائدة الافطار، ورائحة الخبز العربي(المشروح) الذي يزيد من لذة الطعام بجانب ابريق الشاي الممزوج باوراق الميرمية وصحن الحمص والفلافل او فتة الحمص الساخنة، مما يضفي رونقا وخصوصية على يوم الجمعة وتلك النفحات الايمانية التي تتسلل في كل لحظة يعيشها الانسان في هذا اليوم المبارك، بالاضافة الى جو الدفء الذي يسود في ذلك التجمع الاسري، تكون الفرصة مناسبة لتبادل الاحاديث عن مجريات الاسبوع بحلوه ومره، من ضحكة هنا الى نقاش هناك ونكة تلقى على سبيل المزاح.
يوم الجمعة هو يوم ليس كغيره من ايام الاسبوع، هو يوم استراحة لجميع الموظفين والعاملين، ويوم يشعر فيه المرء بالسكينة والهدوء ومساحة لمراجعة الذات، اضف الى ذلك استعداده النفسي والروحي للصلاة، والتطيب بافضل الطيب التي تفوح من المتوجهين الى صلاة الجمعة بوجوه وضاءة راضية، وكان الارواح لبست ثوبا ايمانيا جديدا، تجدد نيتها الاخلاص في العبادة والطاعة، وتنقية القلب والعقل من جميع مغريات الحياة، وتبرم العهد مع النفس لمراجعة واعية صادقة في كل جوانب الحياة، ليسال الانسان: نفسه هل اصاب؟ هل اخطا؟ هل اساء الظن؟ ام هل قصر في حق دينه ام في حق الاهل والاصدقاء؟
صوت المؤذن يبعث في النفس الطمانينة والهدوء، يجلس المرء يتامل في اجندته الاسبوعية، عاقدا النية على مزيد من بذل الجهد في العمل والدراسة والبيت، يضع خطة صغيرة تعينه على التواصل مع مجتمعه، وكيف له ان يخدمه على اكمل وجه، وصوت الخطيب يصدح في الارجاء، في خطبة تمتلئ بالعبر والمواعظ وقصص السلف الصالح، ثم ينتهي الخطيب ويام الناس بالصلاة، لِيُشاهدَ ذلك المنظر الجميل من خروج المصلين في اثوابهم البيضاء، وراحة النفس تبدو في احاديثهم ونظراتهم.
بالطبع يكون طعام الغداء جاهز، يوضع الغداء ويبدا الالتفاف حول مائدة طعام واحدة مرة اخرى، لتعود الاحاديث بين افراد الاسرة وذكر المواقف المختلفة التي مروا بها، الى جانب تشديد ابائنا وامهاتنا على اللمة واعطاء النصائح والارشادات، من الالتزام بالصلاة الى الجد والاجتهاد في الدراسة والعمل وما شابه ذلك.
اذن في يوم الجمعة نشعر ان قلوبنا وعقولنا تتحرى الصدق مع الله ومع الذات والاهل، يلقي الجميع همومهم جانبا ويطرح عنهم الخلاف والنزاع، فكيف لا يكون مميزا وحفلات الاعراس واصوات الزغاريد تضفي على هذا اليوم ألقًا وبهجة.
خولة كامل
|