جبال البلقاء الاخباري: هل تعلم من أنت أيها الأنسان؟ أنت الذي فضلك اللهُ على كثير من الخلق، وميزك عن باقي المخلوقات بأن جعلك من أصحاب العقل السليم الذي يُهديك إلى الصواب واتخاد القرارات السليمة والتي تعود عليك بالمنفعة، أتعلم أيُّها الأنسان أنك أفضل من ملائكة السماء؟ نعم... ألم تسجد الملائكةُ لأبينا آدم عليه السلام؟
هذه الفترة الحرجة التي نعيشها على الصعيد الديني، والسياسي، والاقتصادي، والاجتماعي بل وفي جميع المجالات، أنت المسؤول الأول عنها قبل الجهات المسؤولة من رئيس حكومة أو طاقمه الوزاري، وبلهجةٍ عامية ( عملوا الي عليهم والباقي علينا) يا أصحاب الدين ألم تشتاقوا للذهاب الى بيوت الله، وأنتم أيها السياسيون ألم تشتاقوا لنشرة الأخبار حول العالم وللحديث عن الدورة البرلمانية القادمة، أما على الصعيد الاقتصادي ومنهم أصحاب المحال وهي فئة من التجار الذين يكسبون قوت أبنائهم من محال صغيرةٍ أو كبيرة آن الأوان لفتح أبواب رزقكم، لقد طال الأمر يا سادة وعلى وجه الخصوص الصعيد الاجتماعي وهو فطرتنا السليمة التي لا غنى عنها، هنالك الكثير من الآباء ممن اشتاقوا أن يحتضنوا أطفالهم واشتاقوا لزوجاتهم وهم من حُماة الوطن في الميدان، لقد حان وقت الذهاب لرحلة شواء برفقة زوجاتكم وأطفالكم مع ازدهار براعم الأشجار ورائحة الياسيمن؟
جميعنا اشتاق يا أحبتي..... حتى طلاب المدراس اشتاقوا للسلام الملكي ونشيد موطني، اشتقنا أن نأكل من صحن واحد، اشتقنا لأحباء مسافرين أُحتجزوا وننتظرعودتهم عند باب "القادمين" ، اشتقنا لتقبيل أبنائنا دون خوف، وتقبيل أيادي آبائنا وقبلة على رؤوسهم، إلى متى سنحتفظ بالمعقمات والكمامات في بيوتنا؟ جميعنا في خندق واحد وعلى متن سفينة واحدة، إذا ما خُرقت السفينة الجميع سيغرق.
سيتحقق كل ذلك بهممكم يا أحبتي (ليس مطلوب منك) التسلق إلى قمم الجبال والتلال وأنت مشلول، ولا أن تكتب رسالة دكتوراة وتؤلف مئات الكتب وأنت كفيف وأصم، لا أن تعزف على القيثار وأنت مبتور اليدين، ليس مطلوب منك يا أخي وصديقي وحبيبي وجاري وعزيزي أن تغني النشيد الوطني وأنت أبكم، وليس وليس......... آهات وأصوات رجاء ومحبة بدافع الخوف على الوطن والانسان بالكاد أن تخرج وهي تتكلم ليل نهار.
ما عُذرك أيها الأنسان صاحب العقل السليم بعد اليوم يا أسطورة الشموخ ومنارة في دروب السائرين نحو المجد والعلياء، ما عذرك إن كان سلاحك المطلوب في هذه الفترة أن تلتزم في بيتك لمدة (اسبوعين)! ما عذرك إن قلت لك أن بقاءنا في بيوتنا نتيجتهُ شرف وأخلاق ودين، نجاح نحققه في غدِنا المُشرق، قوة سياسية واقتصادية تكمن في وطننا الحبيب، علاقات اجتماعية تسودها محبة وطمأنينة لا يشوبها خوف من عدوى سببه وباء لا يُقابل بالاستخفاف والاستهتار، ألم تقرأ في كتاب الله وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان. هل نُشهد الله جميعنا أن نلتزم في بيوتنا ولا نخرج إلا (للضرورة القصوى) مع توخي الحيطة والحذر. حمى الله الأردن من كل شر وبلاء.
إلى متى، وماذا بعد ؟ .....................