Skip Navigation Links
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
ارسل خبر
                 الخميس , 28 آذار 2024 م
Skip Navigation Links
اخبار البلقاء
نبض الوطن
برلمانيات
رجال الوطن
اخبار المجتمع
عربي دولي
اخبار الرياضة
منوعات وفنون
واحة الايمان
اقلام حرة
الأحد , 29 آذار , 2020 :: 2:55 م
حقيقة الحسرة التي ستعيشها البشرية !!! د.علي الصلاحين

جبال البلقاء الاخباري: في ظل هيمنة المفاهيم الدنيوية على عقول ونفوس كثير من الناس في هذا الزمان مقابل غياب واضح وانحسار ملحوظ لفاعلية حقائق مفاهيم الآخرة في حياة المسلمين وواقعهم المعاش.تغدو الحسرة منحصرة في الغالب على متع الدنيا الزائلة وشهواتها الفانية. 
وكثيرا ما يشهد أحدنا في ظل هذا التدهور المفاهيمي المخيف موقفا لشخص يعض أصابعه ندما وحسرة على منفعة مادية فاتته أو صفقة تجارية خسرها أو منصب دنيوي لم يحظ به أو يبث همه وحزنه للمقربين منه ويكاد يهلك نفسه حسرة وألما وكمدا على ما فاته .
في مقابل هذه الحسرة المفرطة على أمور الدنيا ومتعها الزائلة لا يجد المتابع لأحوال الناس ندما أو حسرة على فوات طاعة أو موسم عبادة أو عمل خير وبر أو مما يستأهل التحسر ويستوجب الندم على فواته ويستحث على العزم على إدراكه في قابل الأيام قبل فوات الأوان بانقضاء الأجل وانتهاء إمكانية العمل و حصول الحسرة الحقيقية وفوات الاوان.
استوقفتني هذه المعاني وأنا أتلو كتاب الله تعالى الذي لم يرد في آياته إلا حسرة المفرطين في جنب الله تعالى على ما فاتهم في الدنيا من العمل الصالح  وحسرة الكافرين على مصيرهم الأبدي في نار جهنم بعد أن قضى الله تعالى بين عباده
لم أجد في القرآن الكريم ما يشير من قريب أو بعيد إلى تسويغ ما يقوم به بعض  الناس من حسرة على فوات مال أو منصب أو جاه دنيوي عارض زائل يمكن تعويضه ولا يضر فواته، ولا إلى تبرير غفلتهم عن الحسرة الحقيقية التي لا تقتصر على حسرة الناس على ما فاتهم من الإيمان بالله وإفراده وحده بالعبودية والألوهية فحسب بل ورد أن المسلم يتحسر يوم القيامة على ساعة في الدنيا لم يذكر الله فيها أو لحظة لم يغتنمها في طاعته وعبادته كما ورد عن سيدنا مُعَاذِ بن جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( لَيْسَ يَتَحَسَّرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلا عَلَى سَاعَةٍ مَرَّتْ بِهِمْ لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهَا ) .
لقد أورد القرآن الكريم آية هي الأشد بيانا في كون الحسرة الحقيقية والمؤلمة بل والكبرى هي تلك التي تكون في الموقف الأصعب من مواقف يوم القيامة حين يفصل الله تعالى بين أهل الجنة وأهل النار , فيُدخل عباده في الجنة خالدين فيها أبدا ويُلقي بالكافرين في نار جهنم خالدين فيها أبدا قال تعالى {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }.
ومن يطالع سيرة الصحابة والتابعين رضي الله عنهم يدرك مدى زهدهم في الدنيا وتعلقهم بالآخرة , فلم يرد عن أحدهم أنه تحسر على متعة من متع الدنيا الزائلة , بل كانت أقوالهم وأفعالهم تعبر عن حقيقة انشغالهم بالآخرة عما سواها 
فها هو الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : ما ندمت على شيء ندمي على يومٍ غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي .
وقد ذكر ابن القيم رحمه .في فوائد ذكر الله تعالى : أنَّهُ يُؤَمِّنُ العَبْدَ مِنَ الحَسْرَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ ؛ فَإنَّ كُلَّ مَجْلِسٍ لا يَذْكُرُ العَبْدُ فِيْهِ رَبَّهُ تَعَالى كَانَ عَلَيْهِ حَسْرَةً يَوْمَ القِيَامَةِ.
إن استحضار المسلم لمواقف الحسرة الحقيقية التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز وبينها رسوله صلى الله عليه وسلم في سيرته وسنته وجسدها السلف الصالح في حياتهم اليومية كفيلة بإحداث نقلة نوعية في دائرة اهتماماته بحيث تجعله لا يتحسر على ما فاته من متع الدنيا وشهواتها الفانية بل يحرص على أن لا يكون ممن يتحسر يوم القيامة على ما فاته من الأعمال الصالحة فقط. وما أحوجنا في هذه الايام إلى الندم على أعمالنا بجنب الله تعالى ليرفع عنا البلاء.ويمدنا بالصحة والعافيه.
الدكتور علي الصلاحين.


التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك، ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات
أضف تعليقا
الحقول المسبوقة بعلامة (*) هي حقول إجبارية.
* الإسم :  
البريد الإلكتروني :  
* نص التعليق :  
أرسل
2023 © جميع الحقوق محفوظة - موقع جبال البلقاء الاخباري

الموقع مرخص بموجب احكام قانون المطبوعات والنشر يمنع الاقتباس او اعادة النشر دون ذكر المصدر (جبال البلقاء الاخباري)،الاراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي اصحابها فقط.