Skip Navigation Links
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
ارسل خبر
                 الجمعة , 19 نيسان 2024 م
Skip Navigation Links
اخبار البلقاء
نبض الوطن
برلمانيات
رجال الوطن
اخبار المجتمع
عربي دولي
اخبار الرياضة
منوعات وفنون
واحة الايمان
اقلام حرة
الإثنين , 19 نيسان , 2021 :: 2:15 م
الأمانة والمسؤولية الاجتماعية!! د.علي الصلاحين

جبال البلقاء الاخباري:
" ان الله يامركم ان تودوا الامانات الى اهلها"
احتوت الآية الكريمة على مضامين ادارية وتربوية عديدة نحـن في أمسِّ الحاجة إليها اليوم؛ لأن التفريط في أداء الأمانات أصبح ظاهرةً واضحةً في العديد من جوانب حياتنا؛ إما قصدًا، وإما جهلًا، ومن تلك المضامين. 

ولا شكَّ أن استقامة أمور ديننا ودُنيانا، فعلى هذا الأساس
ففي جانب الأسرة، هذه النواة العظيمة الشأن رفيعة القَدْر التي بصلاحِها يصلُح المجتمع؛ بل تصلُح الأُمَّة، وتحديدًا الوالدان: الأب والأم، فهل قام الأب والأُمُّ بتأدية الأمانة الموكَّلة إليهما كلٌّ منهما تجاه الآخر بما يُرضي الله تعالى ورسوله؟ وهل قاما بتربية أولادهما تربية إسلامية صحيحة؟ وهل حكم الأب والأم في أولادهما بالعَدْل، فلم يُفرِّقا بينهم بسبب الجنس، أو بسبب تفوُّق أحدهم على الآخر في الدراسة.

إننا بحاجة ماسة جدًّا إلى رعاية أولادنا والمحافظة عليهم ذكورًا وإناثًا في وقت تداخلت علينا الثقافات من شتَّى بقاع العالم، إننا إذا لم نُؤدِّ أمانة تربية أولادنا كما ينبغي، فقد عرَّضناهم للخطر والذوبان والانصهار في أتون وحميم هذه الثقافات التي يتعارَض كُلُّها أو جُلُّها مع المبادئ والقِيَم والأخلاق والثوابت الإسلامية والمجتمعية التي هي عِزُّنا وفَخْرُنا وحياتُنا دينًا ودُنيا، وعرَّضْنا نحن أنْفُسَنا إلى الإثم والمحاسبة بين يدي الله تعالى؛ قال صلى الله عليه وسلم: "كَفَى بالمرءِ إثمًا أن يُضيِّع مَنْ يقُوت"، وقال صلى الله عليه وسلم: كُلُّكُم راع ٍ وكلُّكُم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، الإمامُ راعٍ ومسؤولٌ عن رعيَّتِه، والرجلُ راعٍ ومسؤول في أهله، وهو مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والمرأةُ راعيةٌ في بيت زوجِها، ومسؤولةٌ عن رعيَّتِها، والخادمُ راعٍ في مال سيِّده ومسؤولٌ عن رعيَّتِه.
 
القادة والمدراء على مختلف المستويات، هل تفقَّد أعمال موظَّفِيه وتابَعَها، وتحقَّق من أدائهم لما يُناط بهم من أعمال وهل تمَّ تأديتُها على الوجه الأفضل والأكمل هل اعتنى بتطوير إدارته هل حرَص على الحضور مبكِّرًا ليتأسَّى به مرؤوسوه؟ هل حرص على عدم استغلال موظَّفي الإدارة وما فيها من إمكانات لمصالحه الذاتية؟ هل عدل بين موظَّفي إدارته، ولم يُميِّز موظَّفًا على آخر؟ هل عدل بين المستفيدين من الخدمة التي يُؤدِّيها دون مجاملات عل حساب العمل فكل ذلك أمانة مسؤول عنها القائد الإداري.

 وكذلك لموظَّف في عمله، كلٌّ في موقعه، هل أنجز العمل الموكَّلول اليه بأمانة بإتقان هل حافظ على وقت الدوام المحدد له؟ هل حافظ على أملاك إدارته ولم يستغلَّها لصالحه؟ هل عدل بين المراجعين، ولم يجامل ويحابي أحدًا على أحد ومن الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الباب قوله:"إن الله يُحِبُّ إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه"

بل عموم علاقات الإنسان بغيره، هل أدَّوا ما عليهم من أمانات لله تعالى أولًا، ثم للذين يتعاملون معهم ثانيًا؟ وهل حكمُوا بين الناس الذين يتعاملون معهم بالعدل إن أداء الأمانات والحكم بين الناس بالعدل تقوم عليهـا شؤون الحياة كلها، فكل إنسان على وجه الأرض مسؤول عن ذلك، ويختلف في حجم المسؤولية من شخص لآخر حسب موقعه، لذلك كان لزامًا على الجميع دون استثناء مراقبةُ الله تعالى فيما أُسند إليه من عمل، وأن يسعى لكسْب رضاه سبحانه وتعالى، ولا يتأتَّى ذلك إلَّا باتِّباع أوامره واجتناب نواهيه ولنتأمل أيضًا الحديث الشريف الذي روته السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الله يـُحِبُّ إذا عمِل أحدُكم عملًا أن يُتقنه".
 
وهذا الحديث، وأمثاله يجعلان الإنسان المسلم يستشعر عِظَمَ الأمانة الملقاة على عاتِقه، فالحياةُ ليسَتْ متروكةً لأذواق الناس ورغباتهم وشهواتهم، يفعلون ما يحلُوا لهم؛ بل هي مُنضبطةٌ بشَرْع الله تعالى، ومطلوبٌ منهم تقوى الله تعالى والالتزام والإذعان لذلك إبراءً لذمَّتِهم في الدنيا قبل يوم الحساب؛ قال تعالى" وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ".
الدكتور علي الصلاحين.


التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك، ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات
أضف تعليقا
الحقول المسبوقة بعلامة (*) هي حقول إجبارية.
* الإسم :
البريد الإلكتروني :
* نص التعليق :
أرسل
2023 © جميع الحقوق محفوظة - موقع جبال البلقاء الاخباري

الموقع مرخص بموجب احكام قانون المطبوعات والنشر يمنع الاقتباس او اعادة النشر دون ذكر المصدر (جبال البلقاء الاخباري)،الاراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي اصحابها فقط.