الإثنين , 06 كانون الأول , 2021 :: 9:19 ص
الغائبون أكثر.....محمد سلامة
جبال البلقاء الاخباري: بامتداد الجغرافيا العربية، نجد أن الحاضرين في المشهد السياسي والامني، ينتمون إلى مجلدات ملونة بالطائفية والحزبية والدينية وممهورة بتوجيهات من الخارج، وكلها تتربع على قصعة الخبيصة في بلادها ناهبة وسالبة ومهددة من يحاول تقليل حصتها، فيما الغائبون أكثر وبلا حصة ولا حصص، ويقبعون في جحيم الفقر والجوع ويدفعون الثمن من امنهم ومستقبلهم.
بداية..»الخبيصة «..هي اكلة معروفة في بلاد الشام وتتكون من الحليب وماءالخروب،وطعمها لذيذ، والحاضرون على طبخها وتوزيعها هم الحاضرون من ميليشيات مسلحة وعصابات مارقة،وجنرالات وقادة سياسيين واذرع استخباراتية تتبع جهات دولية، ولكل بلد عربي خصوصية من نوع ما في تركيبة هؤلاء، ففي سوريا والعراق واليمن هناك تشابهات مغلفة بحصص شبه متوافق عليها لهؤلاء الحاضرين، وفي ليبيا والسودان تتشابهة حصص هؤلاء باختلاف الغطاء الخارجي، وفي لبنان جورج قرداحي أخذ حصته من فرنسا وطار ،والباقي رابض على الأرض في مواقعه يطالب بحصة إضافية،وعلى الطرف الآخر فان الشعوب في هذه البلاد وهي الاكثرية الغائبة والمغيّبة عن الحصص، فلا مكان لهؤلاء إلا بمقدار ما تظهره من نفاق لهذا الصنم المليشياوي أو لزعيم هذه العصابة أو لذاك الجنرال المحترف في الطبخ والسلق والتوزيع والبيع والشراء.
الغائبون في ميزان القوى الإقليمية والدولية هي الشعوب العربية الممنوعة من الظهور ،بعضها مغيّب كلاجىء في شقاق الأرض وهؤلاء بالملايين،وما تبقى منها غائب في أرضه لا يجروء على المطالبة بصحن خبيصة صغير ،وإذا اشتد عليه الجوع فليس أمامه سوى حشيش المليشيات والعصابات والجنرالات و...إلخ، والثمن هو جسده وروحه، وهؤلاء ينتظرون مالات الصراعات المفتوحة في بلادهم وحصاد حصص الكبار أولا من القوى الدولية ومن ثم حصص الصغار من القوى الإقليمية، وما تبقى يُنعف على الميليشيات واخواتها والعصابات وجنرالاتها وو...إلخ، وما تبقى إذا بقي شيء يترك لها دون أن يسمح لها بتناوله إلا ضمن حظائر مقطوعة الجغرافيا وموصولة مع معونات الأمم المتحدة.
الحاضرون في العراق نحو مائة فصيل مسلح، وفي سوريا ربما العدد أكثر، وفي ليبيا والسودان نحو ذلك، وفي باقي البلاد فإن النطنطة على أصولها لجرف الجميع إلى الرقص حول قصعة الخبيصة، والغائبيون هي المغلوب على أمرها،..ونسأل ببراءة..هل هذا عفوي أم مخطط له..ومن يقف وراء إعداد وتحضير قصعة الخبيصة لهؤلاء الحاضرين؟!.وهل مصيرنا.. كراعي الغنم الجائع يأكل كل يوم من قطيعه ويوزع كما يريد..؟!.
الأيام القادمات تخبرنا عن حالنا واحوالنا وتجيب عن كل التساؤلات.
الدستور
|