جبال البلقاء الاخباري: اذا كان رب العزة يستجيب لكل دعاء نرفعه اليه ، فليت الشعب الأردني أن يرفع الأكفّ متضرعا إليه أو أن يقيم صلاة استسقاء لكي يمطر علينا نفطاً وذهباً وغازاً ونحاساً وماساً ويورانيوم ، ولكنّ الدعاء عند الله أيها الأخوة ينبغي له أن يكون في أمر قابل للتحقيق وليس من ضرب المعجزات ، فمنذ وُجدنا على هذه البسيطة ونحن نسمع أدعية مشايخنا بأن يمحق الله اليهود ومن والاهم وأن يدمّر إسرائيل ويزيلها من الوجود ، أما دعوات مسئولينا فهي تتلخص بتصريحاتهم الوهمية بأن الأردن ترابه من ذهب وباطنه يكتنز بالنفط والخيرات .
فهل هذا من قبيل الضحك علينا واستغفال عقولنا حتى يطيل هذا المسئول من عمر منصبه ، لنكتشف بعد مغادرته بأن وعوده لا تعدو كونها مزايدة كلامية
من غير دليل ولا إثبات .
قبل عدة أعوام أعلنت إسرائيل أنها اكتشفت عند شواطئ البحر الميت الغربية أكبر حوض نفطي في المنطقة ، ومن جهة شواطئنا أكدنا مرارا أنه لا أثر لوجود نفط في المنطقة كلها ، وعلى صعيد آخر حذرت وزارة المياه والري بأن الأردن مقبل على موسم عطش لا مثيل له في التاريخ ، ثمّ يخرج مسئول سابق ليعلن بأن الأردن لديه من الماء ما يكفيه ل 500 عام ، فنصدّق مَن ونكذّب مَن ؟ ثم يخرج أحد وزرائنا ليبرّر ويقول بأن وضعنا في الأردن مختلف عن فلسطين لوجود حفرة انهدام بين الجانبين كوّنت طبيعتين مختلفتين وأن استخراج المياه والنفط في بلادنا سيكبدنا ثمنا أغلى من ثمن استخراجهما .
فهل هذا كله أيها الأخوة هو من محض خيال ، أم من قبيل كذبهم علينا لغاية في نفس يعقوب ، أم لأمر متعلق بتجاذبات سياسية وشعبوية ، أو لأن مسئولينا مقتنعون سلفا أن أعمارهم في المناصب قصيرة .
قبل نحو عشر سنوات صرح أحد المسئولين خلال جولة رافقته بها الى إحدى المناطق ، أن الأردن يمتلك أطنانا من اليورانيوم تسدّ ديونه وتغنيه عن المساعدات الخارجية ، ثم ما لبثت إحدى الدول الخليجية أن أعلنت عن وقف مساعداتها لنا بحجة وجود يورانيوم في بلادنا تكفينا لأبد الآبدين ، وهكذا سنبقى ألعوبة بيد ما يسمّون أنفسهم بالعلماء والخبراء ، ولكن الى متى سنبقى على هذه الحال ، الله أعلم .
اللهم سامح مشايخنا ومسئولينا ، على ما وعدونا طوال سنوات أعمارنا بأن تزول إسرائيل من الوجود وأن يخرج النفط عن قريب وأن تُفتح لنا مناجم الذهب والمعادن الثمينة وكافة الخيرات .