جبال البلقاء الاخباري: تسريبات لهيئة البث الإسرائيلية «كان 11» تزعم أن الوسيط الامريكي اموس هوشتسين ينسق مع قيادات لبنانية محسوبة على واشنطن لتمرير اقتراحه الجديد بشأن ترسيم الحدود البحرية ما بين إسرائيل ولبنان بإنشاء حدود على شكل حرف إس بدلا من الخط المستقيم ،والسؤال..هل يقبل لبنان بحرف إس كحدود بحرية مع إسرائيل؟!.
بداية..حرف إس وفق خبراء الخرائط البحرية يمنح حقل كاريش كاملا إلى إسرائيل، مقابل أن يكون حقل قانا كاملا للبنان، وهذا الاقتراح قدمه اموس إلى قيادات لبنانية دون الإفصاح عن تفاصيل اخرى مؤشرا على أن اقتراحه يمثل افضل الحلول بين الدولتين، وأنه قام باعلام إسرائيل دون زيارتها ومن خلال تقنيات الفيديو، وهو أمر مرحب به كون إسرائيل ترفض التنازل عن حقل كاريش مهما كلف الأمر، فيما حقل قانا بالأساس ضمن الحدود البحرية للبنان،وهو حقل صغير ومحدود.
هوشتسين يؤكد أن عرضه يضيق الفجوات بين إسرائيل ولبنان، ويسمح بتوسيع لبنان لحدوده البحرية من خط 23 إلى خط 29 ،بما يؤسس لتنازلات متبادلة بين الخطين على أساس تقاسم الثروات،مؤشرا على أن حرف إس يحقق مطالب إسرائيل وبنفس الوقت مطالب لبنان خاصة أن كلا الطرفين يرغبان بإنهاء الملف الحدودي بالمفاوضات وأن ترسيم الحدود البحرية يمنع اندلاع حرب كارثية جديدة في المنطقة.
إسرائيل تزعم أن حقل كاريش يقع في منطقتها الاقتصادية الخالصة فيما لبنان يرى أن جزءا منه ضمن حدوده البحرية ويطالب بعدم تطويره واستخراج ثرواته لحين الاتفاق على ترسيم الحدود والاتفاق على ثرواته،وهو ما تحاول حكومات إسرائيل الالتفاف عليه، باستحضار سفينة تنقيب وبافتعال أزمات وتثبيت أمر واقع مستغلة انقسام وخلافات خصمها اللبناني.
هوشتسين عندما زار بيروت والتقى الرئيس اللبناني وأطراف وازنة أحضر معه الوثيقة اللبنانية الأولى المرسلة إلى الأمم المتحدة والمطالبة بخط 23 كحدود بحرية مع فلسطين، مؤشرا على أن أنها تجعل حقل كاريش خارج الحدود البحرية اللبنانية وأن اقتراحه حرف إس يعطي لبنان ما يريد في حقل قانا كاملا مع توسيع حدوده البحرية، وأن قبول اللبنانيين باقتراحه يحفزّه على استئناف مفاوضات الناقورة وأن الحل سيكون في متناول اليد.
أطراف لبنانية وصفت اقتراحه بأنه خدعة للالتفاف على حصة لبنان في ثروات حقل كاريش وأن الأصل بترسيم الحدود أن يكون الخط مستقيما لا متعرجا بحرف إس لتمرير ما تريده إسرائيل مؤشرين على أن عرضه إسرائيلي بامتياز وأنه ليس وسيطا ولا نزيها،كما انتقدت غياب دور مفوض الأمم المتحدة وموقفه من مقترحات الوسيط الأمريكي هوشتسين، رافضة أي تنازل عن حصة لبنان في حقل كاريش.
لا يعرف حتى الآن كيف يمكن للوسيط الأمريكي تمرير مقترحه، فيما يجري الحديث عن قرار أممي ربما تلجأ إليه أطراف أمريكية واسرائيلية نافذة لتضع لبنان أمام خيار القبول به كرها، وبكل الأحوال فإن الطرفين يبحثان الآن جدول استئناف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية برعاية الأمم المتحدة في الناقورة.
الدستور