Skip Navigation Links
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
ارسل خبر
                 السبت , 20 نيسان 2024 م
Skip Navigation Links
اخبار البلقاء
نبض الوطن
برلمانيات
رجال الوطن
اخبار المجتمع
عربي دولي
اخبار الرياضة
منوعات وفنون
واحة الايمان
اقلام حرة
الإثنين , 08 آب , 2022 :: 12:42 م
اتركونا وشأننا ولا شأن لنا بكم ... عمر عليمات

جبال البلقاء الاخباري : 
لعل السؤال الأهم في هذه الحقبة من التاريخ هو هل المطلوب تجريد 8 مليارات إنسان من حضاراتهم وثقافاتهم بما فيها من عادات وتقاليد وطقوس؟ وهل المطلوب إلغاء كل ما يرتبط بالتنوع الحضاري والثقافي، وفرض ثقافة عالمية واحدة تسير في ركبها جميع دول العالم؟.
البشرية تطورت وتقدمت في ظل حالة من التعدد الحضاري والثقافي الناشئ عن الاختلاف بين الأمم والشعوب، فالاختلاف في جوهره نوع من أنواع التحفيز على الإضافة الإيجابية للحضارة الإنسانية، وهو نقيض للخلاف والتعصب والغاء الآخر ومعتقداته ومنظومته القيمية التي نشأ عليها وآمن بها.
الحضارة الغربية قامت على مفاهيم احترام الشعوب ودياناتها ومعتقداتها، إلا أن الدول الغربية تمارس اليوم نوعاً من الديكتاتورية المستندة إلى فكرة أن الثقافة الغربية هي التي يجب أن تسود وأن كل مَن يخالفها رجعي ومتخلف عن ركب الحضارة، وهذه الحالة أشبه بالفصام والتناقض المرضي.
غالبية دول العالم من خارج النادي الغربي تواجه حرباً ثقافية هدفها إلغاء الأخر وثقافته ومعتقداته وكل ما يؤمن به، فقط لإرضاء فئة قليلة من هذا العالم الواسع لا تؤمن بأهمية الاختلاف البيولوجي لبقاء العنصر البشري، وهي ذات الفئة التي ظلت لعقود تروج بأنها مضطهدة وتُمارس عليها كل أنواع الكراهية ورغم ذلك تمارس هي الآن سلوكاً عنصرياً قائماً على فكرة إما أن تؤمنوا بما نؤمن وإلا فإنكم ضد حقوق الإنسان والحرية.
لسنا أوصياء على البشر ولكل الحرية بأن يفعل بنفسه ما يريد، ولكن ليس من حقه أن يجبر الآخرين دولاً وشعوباً على تبني سلوكه، مدعوماً بآلة مدججة بكل أنواع التكنولوجيا والإعلام ووسائل الترفيه وقبل ذلك دولاً تعتقد بأنها وصية على العالم وعلى الجميع أن يدور في فلكها وإلا فهو متخلف وضد حقوق الإنسان.
الرافضون لفكرة الطبيعة البشرية يمارسون غزواً واسعاً على العالم، فلم يعُد من الممكن استخدام أي تطبيق أو تصفح الانترنت دون موجة عاتية من الترويج لأفكار ومعتقدات هذه الفئة من الناس، حتى وصل الأمر إلى إرسال رسائل الكترونية للترويج لهذه الأفكار في تعدٍ واضح على خصوصية الناس وجرهم جراً إلى ما يُسمى بالثقافة العالمية، التي ليس لها من أسمها نصيب، فأي ثقافة هذه التي تنتهك الخصوصية وتلغي الآخر وتفرض على العالم أن يتخلى عن قرون من حضارته وتطوره التاريخي؟!.
هم لا يريدون أن يتركون الناس بحالهم، حتى وإن أغلقوا كل أبوابهم وشبابيكهم فهم يدخلون عليهم من خلال العلام الافتراضي بسيل جارف من الترويج لأفكارهم مع استهداف واضح للأطفال، للدرجة التي بات الإنسان فيها غير قادر على تربية أبنائه، وأصبح أمام خيارين إما أن يلغي كل وسائل التواصل الاجتماعي والالكتروني من حياته وإما أن يتحمل هذا السيل من الأفكار التي تريد فئة قليلة أن تجبر الناس على اعتناقها، وكأنهم لا يريدون أن يتركوا الناس بحالهم لغاية في نفس يعقوب.
باختصار اتركونا وشأننا ولا شأن لنا بكم وبمعتقداتكم، ارفعوا أيديكم عنا وعن أبنائنا ومارسوا طقوسكم بعيداً عنا، فإن كنتم لعقود تعانون من رفض الأخر لكم، لا تمارسوا أبشع من ذلك علينا، مستهدفين كل إنسان على هذا الكوكب، وكأن المطلوب إلغاء 8 مليارات إنسان ليبقى هذا الكوكب لكم، هذا إن بقي بشر!.

الدستور ...


التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك، ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات
أضف تعليقا
الحقول المسبوقة بعلامة (*) هي حقول إجبارية.
* الإسم :
البريد الإلكتروني :
* نص التعليق :
أرسل
2023 © جميع الحقوق محفوظة - موقع جبال البلقاء الاخباري

الموقع مرخص بموجب احكام قانون المطبوعات والنشر يمنع الاقتباس او اعادة النشر دون ذكر المصدر (جبال البلقاء الاخباري)،الاراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي اصحابها فقط.