Skip Navigation Links
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
ارسل خبر
                 الخميس , 25 نيسان 2024 م
Skip Navigation Links
اخبار البلقاء
نبض الوطن
برلمانيات
رجال الوطن
اخبار المجتمع
عربي دولي
اخبار الرياضة
منوعات وفنون
واحة الايمان
اقلام حرة
الخميس , 11 آب , 2022 :: 12:17 م
____ ابراهيم عبدالمجيد القيسي


جبال البلقاء الاخباري : هل سبق لأحدكم أن جرب وقرأ مقالة تحمل هذا العنوان؟! .. أنا لم أمر بمثل هذا الموقف، مع قناعتي بانه عنوان مناسب لكثير مما نعيشه هذه الأيام المبهمة، فكل ما يحدث لا عنوان له، ومضمونه واحد، وهو البلاهة، او التخويث، ولست أدري (مين بتخوث على مين !).
لو كتبت (حيوانات أليفة ولطيفة) عنوانا لهذه المقالة، لتطرقت بالحديث لمجموعة أحترمها من (الشياه)، كانت «منايح العيلة» في دارنا، وكنا نهتم بها كاهتمامنا بأنفسنا، بل إن الفرق في الاهتمام لصالح هذا القطيع الصغير، فهو يحتاج لرعاية مستمرة، لتوفير الغذاء له مقابل الحليب منه، ولم نكن نقدم له (التبن والعلف)، سوى في أيام معدودات من أيام وليالي فصل الشتاء الباردة جدا، بينما كل أيام العام يأكل من المراعي بما فيها الربيع الحصائد والبيادر وحقول الذرة والمقاثي وتحت أشجار البساتين، علاوة على ما نوفره له من عشب او خبز ناشف وفواكه او خضراوات زائدة او غير صالحة للتداول في سوق المقايضة، وحتى قشر البطيخ والشمام .. كان من ضمن «المنيو» التي نحرص على تقديمها لتلك الشويهات.
كنا نطلق أسماء على بعضها، وكان ذلك يسهل علينا الشرح، والاستمرار في أي رواية وحديث عنها، نتداوله بيننا ونحن في طور الاستلقاء على الفراش قبل النوم، وهي فترة لا تكاد تلحظها من يومياتنا، لأننا ننام غالبا قبل أن نمر بحالة الاستلقاء تلك، بسبب التعب بالطبع، والنوم المبكر الذي كنا نعتاده على امتداد يوميات وحياة الشقاء المباركة.
كنا نتحدث عن النعجة العجوز، ونسميها «أم ديّان»، و»ديّان» هذا، هو أحد أبنائها الذكور، استبقيناه بلا بيع ولا ذبح أو مبادلة «مقايضة»، فهو كبش مناسب لانه أليف وبلا قرون، ولطيف.
اما عن (النعَجِه) التي كنا نسميها «الخوّانة»، والحمد لله أنها أصبحت بحكم الماضي السحيق، فأنا متأكد لو أنها ما زالت على قيد الحياة في أيامنا هذه، لأصبحت من مشاهير السوشيال ميديا وحمّلتنا ضرايب، فهي (خؤونة) بالفطرة، حيث يمكنها سرقة «بنك» من الغذاء، أو تخريبه، ويمكنها توريط باقي «النعاج» وربما الناس في مشاكل وجرائم «خوناتها».. اقسم بانه كان لديها تفكير «تكتيكي»، وجدول أعمال بل أجندة، تستدعيها طول الوقت، حتى إنها قد تنسى أن تأكل وتسرح كسائر زميلاتها النعاج اللاتي يتبعنها كل مرة، «الخوانة» كانت نعجة «درعاء»، بوجه طويل، تغشاه أحيانا بعض القسمات المصطنعة، التي كنا نعتبرها إشارة على خيباتها، وكآبتها، حين نكشف نتمكن من اكتشاف ثم إفشال محاولاتها المتكررة، للسطو على المؤونة او الاعتداء على أشجار الآخرين وحقولهم ومقاثينا.. وبالتاكيد كنت سأتحدث عن «السحماء والشعلاء والخوثا والدعماء.. وسائر النعجات البارزات الشهيرات في قطيعنا الصغير».. كنا أطفالا سعداء حين نتبادل القصص عن هذه «النعاج»، حيث يتولى الحديث بمثل هذه القصص قبل النوم غالبا، من كان دوره في الرعي معها نهار ذلك اليوم.
من تُراه يفسر لي حلما أراه منذ أسبوعين..
رأيته في نومي مرة في الأسبوع الماضي، ومرة هذا الأسبوع، وعلى الرغم من أنني رأيت في نومي وصحوي احلاما كثيرة جميلة، وكوابيس مزعجة مخيفة، إلا أنني أبحث عن حكمة كبيرة، أعتقد بأن هذين الحلمين يكتنفانها..
أنا رأيت فيما يرى نائم أصله راع، بأن رأسين لخروفين، أحدهما روماني أشعل والآخر بلدي أدعم، وهما آخر ذبيحتين اشتريتهما على التوالي من عند لحام «سوداني»، يعمل في ملحمة ليست له، تقع على طريق ياجوز، وقد ظهر لي الأول في نومي الأسبوع الماضي، ثم ظهر لي الثاني هذا الأسبوع، يحدثاني عتبا في كل مرة، لم أفهم ما يقوله الخروف الروماني، فهو لا يتحدث عربي ولا انجليزي، ربما يقول لي المعلومة لكن بالرومانية، اما البلدي فتخرج منه العبارة واضحة وفيها عتب شديد، وكنت في المرتين أصحو من النوم فجرا، وأتذكر يوم طبخناه وتناولته وحدي، فأشعر بعد استيقاظي من الحلم بطعم «المخ» الساخن في نهاية لساني، وكأنني أخرجته للتو من جمجمته الصغيرة.. كل هذا يحدث بسرعة عندما يخاطبني «كل خروف منهما» بعتب يجعلني أحزن، أنا أسأل مندهشا: ما الذي يريده الخروف أو يرمي إليه بقوله :
ليش أكلت راسي!!.

الدستور 


التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك، ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات
أضف تعليقا
الحقول المسبوقة بعلامة (*) هي حقول إجبارية.
* الإسم :
البريد الإلكتروني :
* نص التعليق :
أرسل
2023 © جميع الحقوق محفوظة - موقع جبال البلقاء الاخباري

الموقع مرخص بموجب احكام قانون المطبوعات والنشر يمنع الاقتباس او اعادة النشر دون ذكر المصدر (جبال البلقاء الاخباري)،الاراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي اصحابها فقط.