جبال البلقاء الاخباري : الديموقراطية كغيرها تتصل بالحياة الاجتماعية قبل ان تتصل بالشؤون السياسية، فما عسى ان تكون الحياة الاجتماعية التي تلائم هذا النظام الديموقراطي او يهتم بها الذين فكروا في النظام الديموقراطي على اختلاف العصور وعلى اختلاف الاطوار التي مرت بها الديموقراطية.
الواقع ان كل نظام من النظم يتصل بحياة الجماعة لا قيمة ولا خير إذا لم يكن الغرض الذي يرمي اليه هو تحقيق الهدف الأسمى منه أو الغاية التي أقيم لأجلها،تحقيق الهدف واقعيا بالفعل او غرضا يرمي اليه الذين يضعون النظم ويدعون الى الإصلاح، فكل ما يتصل بالحياة الاجتماعية بين الافراد لا جدوى منه لأنه ببساطة منتجاً للنظم التي تسوده او تكون هذه النظم قد حققت الغاية منها.
المثل الاعلى التي تقوم عليه الحياة الاجتماعية هو تحقيق الانصاف مما يعني ضرورة التمتع بالحرية، منذ عرف العالم العديد من المناظرات حول مسألة الديموقراطية، ورأي البعض انها مفهوم غربي لا يمكن تطبيقه في الوطن العربي الا انها نظام عيش لا غربيا ولا عربيا، نظام كغيره من الأنظمة.
قد نقول الناس مختلفون بين غبيا وذكيا خبيثا وطيبا وغنيا وفقيرا ولكن هذا لا يطبق او لا يوازي الديموقراطية التي هى المساحة التي يتمتع بها الفرد سواء اكان قصيرا او طويلا غبيا او ذكيا فهي ان يقول كل واحد ما يخطر بباله وان يفعل ما يريد بشرط ان يحترم مساحة الاخر ويُعبر عما يريد بكل احترام واخلاق وضمن المساحة التي يتحلى بها باحترام مساحة غيره
فالمساواة او الانصاف تكون في تقارب وجهات النظر والتضامن من خلال القيام بالواجبات والمسؤوليات، فالديموقراطية الحقيقية خُلقاً ومجموعة اخلاق شائعة بين الناس جميعا بمعنى ان كل مواطن يجب ان يكون مؤمنا فيما بينه وبين نفسه إذا خلا الى نفسه ولم يشعر بأن احدا يراقبه بأن حقوقه وواجباته نابعة من أخلاقه ومسؤولياته، فالخُلق الديموقراطي شرط أساسي للديموقراطية الصحيحة
الطموح للكمالوالطموح في تحسين الأحوال بالعمل والمشاركة والتضامن، فلا يمكن ان تكون الحرية او ان يشعر الانسان بحريته بشكل حقيقي الا إذا تحلى بالأخلاق وبذلك تكون المشاركة فيالمجتمعوالسياسة ناجحة وقريبة من الطموح حتى الصناعة تصبح منتجاتها متنوعة ونوعية وقريبة من الابداع والتميز.
الديموقراطية الحقيقة او الفهم الصحيح لها تعزز من قدرات الافراد وتجعلهم مستقلين عن اي نفوذ خارجي غير منتظر ويجعلهم فاعلين لا مفعولا بهم،وتزيد من القدرات في المجتمعات الصحية التي تثقبالإبداع الانساني لأنه ببساطة ميدانا واسعا للحرية، وتعطي الانسان القدرة
على الاستقرار واداة حياته وشؤونه، فعيش في ظل ديموقراطية صحية سياسية التي أساسها احترام القانون وممارسة الحرية من خلال ما يوفره القانون.
حمى الله الاردن