Skip Navigation Links
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
ارسل خبر
                 السبت , 04 أيار 2024 م
Skip Navigation Links
اخبار البلقاء
نبض الوطن
برلمانيات
رجال الوطن
اخبار المجتمع
عربي دولي
اخبار الرياضة
منوعات وفنون
واحة الايمان
اقلام حرة
الخميس , 25 نيسان , 2024 :: 9:25 ص
السؤال المطروح:لماذا نعتقد دائما أننا على صواب ؟....الدكتور علي الصلاحين

جبال البلقاء الاخباري: بالرغم من أن الإسلام وضع معياراً لتفاضل الناس فيما بينهم، قائم على تصحيح الأخطاء وتعديل السلوك، أو ما سماه التوبة والاستغفار، مع التأكيد على أن الطهر الكامل والصواب أمر مستحيل، بل إنه لو تحقق لانتفى أصلاً سبب خلق الإنسان لأن المسلم إذا لم يخطئ، فالبديل ببساطة أن يستبدل الله سبحانه وتعالى به صنفاً آخر غير مثالي، ليس على صواب طوال الوقت، صنفاً يُذنب ويستغفر باستمرار!. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم غيركم يذنبون، فيستغفرون الله، فيغفر لهم”.
هذه الرسالة تعني ببساطة أن تتقبل نفسك الناقصة، مع بذل جهدك في تحسينها، أن تنشغل بالخطوة القادمة بعد الاستفادة من الخطوة الماضية دون الوقوف عندها، ألّا تحبس نفسك في فكرة خاطئة نابعة من طهر كاذب، ومثالية غير متحققة، وغاية مستحيلة.
فالحياة والناس ونفسك لن تستطيع أن تتعامل معهم بشروطك الشخصية، أنت لست في مطعم وتنتظر طبقك المفضل ،للقدر قواعده التي تمضي علينا، وعلينا أن نتعاطى مع هذه القواعد دون أن نعارضها، أو نشتكي منها. وأهم هذه القواعد، ألّا تكون على صواب طوال الوقت! أن تتقبل نفسك دون شروط. ولا يعني هذا أن تدللها وتسمح لها أن تستمرئ الخطأ بحجة أننا مخطئون، بل أن يكون منك كما قلنا ندم وتوبة أو استغفار وضيق الصدر حالَ الخطأ أمر لا بد منه، وهو لوم وتقريع يخوّف الضمير من سوء السلوك، لكنه لا يصنع للروح مشنقة، ولا يسجن النفس في سجن العزلة والانكسار.
لقد بحث المفكرون في نظم التربية المختلفة على مر القرون، فلم يجدوا منهجاً واحداً يحث الناس على الخطأ إلا التربية الاسلامية ليس في العبارة ثمة تضليل.فالإسلام يحثك على الاجتهاد، والتطور، واختراع طرق جديدة، في اكتشاف أسرار الحياة، مطَمْئناً من يفعل ذلك أن الخطأ هنا محمود وله أجر، شريطة أن تجتهد بصدق ودراية.
نعم، ستأخذا أجراً على كل خطأ غير مقصود كان وقوعك فيه نتيجة حركة غير موفقة، لأن الحياة ببساطة لا تتقدم إلا بهؤلاء الذين يطرقون الأبواب المغلقة، ويمضون في الطرق الموغلة، ويحاولون اكتشاف جديدٍ يعمرون به الكون وينفعون به البلاد والعباد. ولن يحدث هذا إلا بالتجربة، والتجربة قد يأتي منها الخطأ كما يأتي الصواب. وغالب مناهج التربية لا تتسامح مع الخطأ، وأقصى ما تستطيع تقديمه للمخطئ هو تفهُّم خطئِه، غير أن الإسلام يحترم الحركة، ويقدِّر الاجتهاد ويعطي لصاحبه أجر اجتهاده الخاطئ!
لا أظن ما قلتُه جديداً كمعلومة، لكنه غريب في نفوسنا، فنحن للأسف لا يهمنا شيء مثل أن نظهر أننا على صواب دائما، أن نبدو على ما يرام طوال الوقت. وعليه، فإننا نُضيِّق واسعاً، ونمضي بحذر، ونبكي في لوعة، ونجلد ذواتنا، ونعيش تعساء؛ ولطالما اهتزت ثقة الواحد منا بنفسه لأنه عاش سجين فكرة خاطئة، وكثيراً ما وضعنا الأغلال في أعناقنا طواعية، وأسأنا الظن في أنفسنا وفي الناس، بل وفي رحمة الله وحكمته.. والحل لن يكون إلا بإعادة النظر في قناعاتنا، وأفكارنا، وفهم علاقتنا بأنفسنا.
فالله يا صاحبي يحبك ويثق بك رغم أخطائك.. فلماذا تسعى إلى أن تكون على صواب طوال الوقت وقد يكفي منك توبة أو اعتذار "تبت يدا ابي لهب وتب"وتخسر نفسك لانك تعتقد دائما انك على صواب؟!.


التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك، ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات
أضف تعليقا
الحقول المسبوقة بعلامة (*) هي حقول إجبارية.
* الإسم :
البريد الإلكتروني :
* نص التعليق :
أرسل
2023 © جميع الحقوق محفوظة - موقع جبال البلقاء الاخباري

الموقع مرخص بموجب احكام قانون المطبوعات والنشر يمنع الاقتباس او اعادة النشر دون ذكر المصدر (جبال البلقاء الاخباري)،الاراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي اصحابها فقط.