Skip Navigation Links
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
ارسل خبر
                 الأربعاء , 26 آذار 2025 م
Skip Navigation Links
اخبار البلقاء
نبض الوطن
برلمانيات
رجال الوطن
اخبار المجتمع
عربي دولي
اخبار الرياضة
منوعات وفنون
واحة الايمان
اقلام حرة
الأحد , 02 شباط , 2025 :: 10:04 ص
الربيحات يكتب: صراع فوق حلبة الشرق

جبال البلقاء الاخباري: د. صبري ربيحات

في رياضة المصارعة التي يهواها ترامب ويعرف فنونها وعالمها وابطالها وجمهورها لا يوجد الا رابح واحد فلا متسع على المنصة الا لبطل واحد يجري تتويجه بعد ان يفرغ من تحطيم قوى الخصم وانهاكه واستسلامه.

الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية يدخل عالم السياسية بعقلية المصارع الذي يحمل حزاما ذهبيا ويعتقد انه قادر على ان يهزم كل من ينازله.

في لعبة المصارعة تكون تصريحات البطل مقتضبة واحيانا غير مفهومة فهو يهدف لخلق الانطباع لدى الحكم والجمهور اكثر من اقناعهم بالقوة والاسلوب.

خلال العقدين الأخيرين اصبح واضحا ان الرئيس الامريكي يفضل اللعب على حلبة الشرق الاوسط ففي كل مرة يأتي الى هذه الحلبة يقضي على خصومه بالاستسلام او بالضربة القاضية واحيانا بانسحاب الخصم واخلاء الحلبة.

لا اظن انه يحب مكانا لاطلاق التصريحات ولا نزالا مثل النزال الذي يجري مع النظراء العرب فعلى حلبات نزالهم يمكن أن يصول ويجول ويقول ما يشاء وينادي باعلى صوت من ينازلني ولا احد يجيب

التصريح الصادر عن ترامب والمتضمن "يجب على مصر والاردن استقبال اعداد من الغزيين ممن سيأمر بترحيلهم من غزة قصرا" تصريح غريب في مضمونه وصيغته ومنطلقاته ومبرراته. والاغرب من كل ذلك صدوره عن رئيس دولة هي الاقوى في العالم وقد اخذت على نفسها منذ الاربعينيات استاضافة مقر هيئة الامم المتحدة ومجلس الأمن الذي وجد من اجل تحقيق الامن والعدالة والحد من غطرسة وتعنت ودكتاتورية الطغاة وادامة علاقات دولية يسودها السلام والوئام في أطر مبادئ الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.

تصريحات ترامب الجديدة لا تختلف في صيغتها واسلوبها وفحواها عن التصريحات التي يطلقها المصارعون قبل دخول الحلبة ففيها من الغرور والنشوة والاستعلاء الكثير مما لدى المصارع وهو محاط بعشرات المدلكين والمطبلين والمجففين لعرقه والحاملين لكل ما يرمز للبطولات السابقة ويدلل على هيلمانه.

التصريح المتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي يخرق كل قواعد السياسة والمبادئ التي أنشئت من اجلها الامم المتحدة ويضرب بمبدأ احترام حق تقرير المصير عرض الحائط ويحمل في طياته تعد سافر على السيادة الوطنية للاردن ومصر ومخالفة لكل قرارات الجمعية العامة والأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية وكل الاعراف التي اقرتها دول العالم.

في وجه الغطرسة التي يبديها ترامب والمطبلون لا يوجد قوى عالمية لردع هذه الغطرسة ووقف هذا التعنت فباستثناء الرفض المصري الاولي لا يزال الموقف العربي الرافض بلا إسناد عالمي قوي وواضح وعرضة للنيل منه من قبل ممن لا يهمهم غير الحفاظ على مواقعهم ومصالحهم التي لا علاقة لها بالامة وامالها.

لقد برعت الصهيونية في اختراق مراكز القرار ونحتت مفاهيم واوصاف للتمهيد لتشريعات تمنع المسلمين والعرب من الوقوف في وجه المشروع الصهيوني التوسعي في فلسطين والمشرق العربي على حساب الفلسطينيين والشعوب العربية في البلدان المجاورة..

في مراكز الأبحاث التي جرى ايجادها وتمويلها واصطفاء القائمين عليها أدخلت الولايات المتحدة كل الادبيات التي جرى اشتقاقها لشيطنة فعل او عقيدة او فكر او ممارسة كل من قد يعترض على اطروحات الاحتلال والقوى الداعمة لها في الولايات المتحدة الأمريكية والغرب.

في كل ارجاء العالم العربي دمرت الانظمة القومية تحت شعار نشر الديمقراطية وحوربت المناهج والاتجاهات الدينية تحت عناوين مكافحة الارهاب والتطرف وجرى ضخ قيم وافكار جديدة تحت عناوين الانفتاح والتقبل والعصرنة والتحديث كل ذلك لخلق فوضى قيمية وهويات مائعة معادية للتقاليد ورافضة لقبولها.

في عالم اليوم قلة هم الذين يجرأون على نقد ما يقوم به المتغطرسون والمستبدون والطغاة فالناس منقسمون بين من هو منصاع لما يريده الطغاة وبين من هو رافض بصمت في محاولة لتجنب غضب وكلاءهم واعوانهم ممن لا يتورعون في وسم كل من لا يؤيد وينصاع بالتطرف او معاداة للسامية او بالمخرب.

من العار على العالم وشعوب الارض الاستماع إلى تصريحات تخالف في روحها ونصها كل ما هو أخلاقي وانساني ومشروع وتبقى تنتظر الشروع في تشكيل العالم على بالطريقة التي تحقق اطماعهم وغاياتهم.


التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك، ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات
أضف تعليقا
الحقول المسبوقة بعلامة (*) هي حقول إجبارية.
* الإسم :  
البريد الإلكتروني :  
* نص التعليق :  
أرسل
2023 © جميع الحقوق محفوظة - موقع جبال البلقاء الاخباري

الموقع مرخص بموجب احكام قانون المطبوعات والنشر يمنع الاقتباس او اعادة النشر دون ذكر المصدر (جبال البلقاء الاخباري)،الاراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي اصحابها فقط.