Skip Navigation Links
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
ارسل خبر
                 الأربعاء , 26 آذار 2025 م
Skip Navigation Links
اخبار البلقاء
نبض الوطن
برلمانيات
رجال الوطن
اخبار المجتمع
عربي دولي
اخبار الرياضة
منوعات وفنون
واحة الايمان
اقلام حرة
الأحد , 02 شباط , 2025 :: 12:56 م
البراري يكتب: هدنة غزة .. المتربحون من الحرب أول الخاسرين

جبال البلقاء الاخباري: هزاع البراري

هدأت الحرب على غزة، وتوقفت آلة القتل والتدمير، وهي هدنة وليست سلاما فيب النهاية، ولكن بعيدا عن حسابات الربح والخسارة بين حماس وإسرائيل والوصف القائل بنصف النصر ونصف الخسارة، بعيدا عن هذا كله، فإن إرتدادات هذه الهدنة تضرب أمواجها بعيدا خارج حدود فلسيطين التاريخية، لتصيب دولا إقليمية وقوى محلية مؤثرة في أكثر من دولة، ومن البديهي أن نقول أن المتربحون من الحرب على غزة هم الخاسرون الأوائل من توقف هذه الحرب الهمجية، وكما يقول المثل الشعبي " فلان غني حرب " فإن بعض القوى السياسية الراديكالية في دول المنطقة قد عملت على أن تتربح سياسيا وشعبيا من هذه الحرب لتصل لدرجة غنيّ الحرب، وقد تتوافق توجهات وأهداف هذه القوى مع أنظمة دولها كما في إيران مثلا، وقد تتضاد كما هو في لبنان من جانب اخر، وقد نتج عن هذا التجانس في المصالح بين هذه القوى والنظام في طهران على تماسك الجبهة الداخلية إلى حد ما، وتلميع موقفها كدولة مناهضة وممانعة، في حين أن حزب الله الذي غرد خارج سرب الدولة اللبنانية، وناقض توجهات معظم القوى السياسية الوطنية في لبنان، رغم تكسبه شبعيا وسياسيا في المحيط الإقليمي، إلا أنه خسر حاضنته الوطنية، فكان من الخاسرين الأوائل، هذه أمثلة بارزة وحسب.

الخسارة ليست في الحرب فقط، وبالتالي تتوقف نتائجها بتوقف النار على خطوط المواجهة، لكنها تتجلى أكثر بعد ذلك، فلقد تمظهرت بعض جوانب هذه الخسارة في تراجع واضح لهيمنة حزب الله على سير انتخابات رئيس الجمهوية وتسمية رئيس الوزراء بسرعة ملفتة ومعاكسة لما هو سائد لبنانيا، وعلى صعيد الدول فإن نظام الأسد والذي حاول التكسب والمرابحة من الحرب على غزة ولم يقدم شيئا يذكر لها حتى على صعيد المساعدات الإنسانية، بل لم يوقف الهجمات الإسرائيلية اليومية على مرافقه ومنشآته، فإنه ما لبث أن تجرع مرارة الخسارة القاسية التي ألقت به خارج الدولة السورية، كل هذا حدث قبيل الهدنة التي بدأت ملامحها بالبروز منذ بدايات الشتاء، وأخذت تتجلى أكثر مع مرور الوقت، وبالتأكيد حين يكسب طرف ما فإن طرف أخر أو أكثر ستكون الخسارة من نصيبه بأشكال متعددة.

إيران نفسها تجرعت من ذات الكأس على مراحل مؤلمة، فلقد أغتيل اسماعيل هنية على أرضها وبين حرسها الثوري، وسبق ذلك سقوط طائرة رئيسها رئيسي بشكل غامض مثير للريبة، ثم قطّعت أذرعها في حزب الله منذ حادثة " البيجر " وحتى تمكنت إسرائيل من اغتيال قائده الأبرز حسن نصرالله، ولم يستطع جواد ظريف الدبلوماسي المحنك من لجم تصريحه المثير الذي حمل فيه حماس مسؤولية ما أصاب إيران وأضر بمصالحها وجهودها للتقارب مع الغرب، وأنها تصرفت دون علم أو تنسيق معها، وهذا تصريح كان لا يمكن أن يصدر من إيران في وقت سابق إلا بعد أن أحست بمرارة الخسارة التي قسمت ظهرها في لبنان وسوريا، وأضعفت كثيرا التأثير الحوثي، بل أن قوى سياسية عراقية تتخوف من إرتداد هذا النكوص الإيراني على بعض هذه القوى خاصة المسلح منها.

لا يمكن التغاضي عن الإشارة أن قوى سياسية محلية أردنية قد ترابحت من إندلاع الحرب على غزة، وعملت على استثمار الحالة الشعبية الملتهبة والمتحفزة للوقوف مع الغزيين ومناصرتهم، فقفزت إلى الصفوف الأولى، رغم أن قوى سياسية وشعبية أخرى كانت موجودة منذ اليوم الأول، لكن هذه الحركة عملت كل جهدها لتصبغ هذا الحراك الشعبي العفوي بصبغتها، وبالتالي إعادة تقديم نفسها للشارع من جديد باعتبارها جزء أصيل مما تقوم به حماس في غزة بطولات استثنائية، وقد جنت ثمار هذا النهج في الإنتخابات النيابية الأخيرة، ولكن مع السياق العام الذي ذهبنا إليه هنا فإن هذه القوى المحلية رغم سعيها الملح على مواصلة الزخم بهذا الاتجاه فإنها بلا شك ليست بعيدة عن الخسارة السياسية ولو بدرجة أقل وتيرة عما شهدته قوى إقليمية، فالهدنة صامدة والصفقة التي أنتجتها لم نستجلي مآلاتها حتى اللحظة، ونتائج كل ما حدث في المنقطة لم يستكمل حتى اليوم ولم تتضح معالم كل شيء فغبار المعركة لم ينقشع بعد، فلعل القادم يكون أكثر رأفة بنا ولا أظن.


التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك، ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات
أضف تعليقا
الحقول المسبوقة بعلامة (*) هي حقول إجبارية.
* الإسم :  
البريد الإلكتروني :  
* نص التعليق :  
أرسل
2023 © جميع الحقوق محفوظة - موقع جبال البلقاء الاخباري

الموقع مرخص بموجب احكام قانون المطبوعات والنشر يمنع الاقتباس او اعادة النشر دون ذكر المصدر (جبال البلقاء الاخباري)،الاراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي اصحابها فقط.