Skip Navigation Links
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
ارسل خبر
                 الجمعة , 29 آذار 2024 م
Skip Navigation Links
اخبار البلقاء
نبض الوطن
برلمانيات
رجال الوطن
اخبار المجتمع
عربي دولي
اخبار الرياضة
منوعات وفنون
واحة الايمان
واحة الايمان
الثلاثاء , 05 شباط , 2019 :: 3:01 م
فلو قطعها في لحظة قصر..مفتي البلقاء : د هاني خليل عابد

جبال البلقاء الاخباري:

أولاً: حول العنوان يتكلم هذا المقال عن مسألة من مسائل  قصر الصلاة الرباعية  للمسافر ،وفي أثر المسافة ووسيلة السفر  العبرة في قطع مسافة القصر أن يكون السفر طويلاً تبلغ مسافته 81 كم فصاعداً، فلا يعتد بالسفر الذي يكون دون ذلك.، ومثل هذه المسافة كانت حسب ما توفر للإنسان من وسائل النقل كالإبل تحتاج لمسيرة يوم أو يومين ، لكن الآن مع الثورات في عالم المواصلات والاتصالات مثل هذه المسافة تقطع في ساعة أو أقل ، فهل الرخصة ما زالت باقية ؟

ثانياً :الشريعة قائمة على التييسير 
قال تعالى :" {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185] وقال {مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (الحج: 78)،وفي موضوع القصر قال تعالى :"وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا (النساء :101) عن يعلى بن أمية، قال: قلت لعمر بن الخطاب: {ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة، إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا} فقد أمن الناس، فقال: عجبت مما عجبت منه، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال «صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته»(رواه مسلم)فالشرط الواد في الآية (إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا  )شرط له باعتبار الغالب في ذلك الوقت. وإذا لم يعتبر مفهومه فإن الإجماع على جواز القصر في السفر من غير خوف (شرح القسطلاني  على البخاري)

الرخص لا بد لها من ضوابط 
أذكر هنا جاء في متن الغاية والتقريب ومع توضيح يسير ويجوز للمسافر قصر الصلاة الرباعية بخمس شرائط أن يكون سفره في غير معصية (فلا تصح الرخصة لقاطع الطريق (لأن القصر رخصة وإنما جعلت الرخصة لمن لم يكن عاصيا)(أحكام القرآن للشافعي ) )وأن يكون مسافته ستة عشر فرسخا بلا إياب(81كيلو) وأن يكون مؤديا للصلاة الرباعية (فلا قصر للفجر والمغرب ولا كذلك لما فاته قبل السفر  ،وأن ينوي القصر مع الإحرام وأن لا يأتم بمقيم ،فإن اقتدى بمقيم أتم .

ثالثاً: مسألة ودلائل 
المسألة أن رخصة القصر أجيزت لمن قطع ما يزيد عن (81) كيلو متر ،وكانت تلك المسافة تقطع فيما مضى في يوم أو أكثر ،أما اليوم ففي ساعة  أو أقل فهل تبقى الرخصة قائمة ؟ هذا من جهة ،ومن جهة أخرى يتساءل البعض أليس السفر في قرون سابقة كان أشد تعباً وأكثر مشقة  ،وأين الأمس من اليوم  حيث سرعة التنقل وتيسره ذهبت بالمشقة ،وينتهي الفكر بهؤلاء للتحرج من الأخذ بالرخصة،ويرون من الأفضل ترك هذه الرخصة . وللجواب عن ذلك بأن هذه الرخصة مرتبطة بالسفر بشروطه  المتقدمة ،ولا عبرة بالمشقة أو بالمدة هنا أو وسيلة السفر ، حتى لو قطعت هذه المسافة بلا مشقة فالرخصة باقية  قال  أحمد بن لؤلؤ المعروف بابن النَّقِيب الشافعي(المتوفى: 769هـ) قال (فلو قطعها  في لحظة قصر)،يعني لو قطع المسافر المسافة في لحظة  جاز له القصر فالعبرة بالأخذ بالرخصة هو السفر وليس المشقة ،هذا من جهة ،ومن جهة أخرى يستفاد من كلام ابن النقيب ما كان عليه أهل الفقه المعتبر من تفهم للشروط الشرعية  ،وإتباع المعايير العلمية ،في النظر للمسائل ،مع الاجتهاد ،والتفكر في التطبيق العملي للأحكام الشرعية في الحاضر والمستقبل ،وتلك منهجية نحتاجها ،ونحتاج لتفعيلها في فهم المقاصد، والحاجيات ،والرخص الشرعية فهماً وتطبيقا ،حتى نحمي أنفسنا من الغلو المفضي للتطرف ،وكذا من التساهل المخرج عن حدود الله ،وبالله التوفيق .


التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك، ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات
أضف تعليقا
الحقول المسبوقة بعلامة (*) هي حقول إجبارية.
* الإسم :  
البريد الإلكتروني :  
* نص التعليق :  
أرسل
2023 © جميع الحقوق محفوظة - موقع جبال البلقاء الاخباري

الموقع مرخص بموجب احكام قانون المطبوعات والنشر يمنع الاقتباس او اعادة النشر دون ذكر المصدر (جبال البلقاء الاخباري)،الاراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي اصحابها فقط.