الأحد , 20 تشرين الأول , 2019 :: 10:31 ص
"وأن تصدقوا خير لكم"...د. محمد سبتان
جبال البلقاء الاخباري: ندب الله تعالى بهذه الكلمات إلى الصدقة على المعسر، وجعل ذلك خيراً من إنظاره قاله السدي وابن زيد والضحاك.
وروى مسلم بسنده عن حذيفة: أتى الله بعبد من عباده آتاه الله مالاً، فقال له: ماذا عملت في الدنيا؟ - قال: "ولا يكتمون الله حديثاً" ـ قال: يا رب، آتيتني مالك، فكنت أبايع الناس، وكان من خُلقي الجواز، فكنت أتيسر على الموسر، وأنظر المعسر. فقال الله: أنا أحق بذا منك، تجاوزوا عن عبدي. فقال عقبة بن عامر الجهني وأبو مسعود الأنصاري: هكذا سمعناه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم (رواه مسلم).
ومن التطبيق العملي لهذه الآية ما رواه أبو قتادة: أنه طلب غريماً له فتوارى عنه، ثم وجده فقال: إني معسر، فقال: آلله؟ قال: آلله، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سرّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة؛ فلينفِّس عن مُعسر أو يضع عنه" (رواه مسلم). وفي حديث أبي اليسر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أنظَرَ مُعسراً أو وضع عنه؛ أظلّه الله في ظلّه" (رواه مسلم).
قال القرطبي: وحديث أبي قتادة يدل على أنّ ربَّ الدَّين إذا علم عسرة غريمه أو ظنّها، حَرُمَتْ عليه مباحثته وإن لم تثبت عسرته عند الحاكم، و(إنظار المعسر) تأخيره إلى أن يوسر، و(الوضع عنه) إسقاط الدين عن ذمته، وقد جمع المعنيين أبو اليسر لغريمه حيث محا عنه الصحيفة وقال له: إن وجدت قضاء فاقض، وإلا فأنت في حلّ.
|