الجمعة , 27 آذار , 2020 :: 12:36 م
كورونا بين العلل الإنسانية والتأويلات الاجتهادية..مفتي البلقاء د.هاني خليل عابد
جبال البلقاء الاخباري: أولا التكريم الرباني الإنسان : خلق الله الإنسان وأنعم عليه نعمه ظاهرة وباطنة فمن أسمائه سبحانه الرب فهو المالك والمربي والممد أنعم علينا بنعمة الإيجاد وأنعم أيضا بالعطاء والإمداد قال تعالى : الحمد لله رب العالمين
العلل الإنسانية
الأصل أن العلاقات الإنسانية تقوم على قوله سبحانه (لتعارفوا) ولكن بدلا من التعارف ظهر القتال والقتل والحسد والبغضاء التي انتهت مآلاتها للحروب المدمرة المشردة لبني الإنسان والتي أهلكت الحرث والنسل ' ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل سادت فلسفات البقاء للأقوى ولا مكان للضعفاء وتلاشت عبارات التكافل والتراحم والتي جاء الإسلام لإقامتها حيث دعا للتعاون والتكافل ومنظومة (كمثل الجسد الواحد ) والتي تتعطش البشرية لها للخلاص من أفكار المادة وطغيانها
أما التأويلات الاجتهادية الحاصلة الآن فالقليل منها الآن ما يدعو إلى فهم سنن الله في كونه ' وفهم موضوع الابتلاء فهما شرعيا لا يعطل الأسباب ومثال ذلك الواضح قوله عليه الصلاة والسلام (اعقلها وتوكل ) ولكن للأسف الشديد في كل فتنة تمر على العالم يحاول البعض إيجاد تفهم لها من القرآن والسنة تفهما يحاول الإجابة عنها في إطار معين وهم بذلك يحسبون أنهم يحسنون صنعا ' فيعمدون إلى آيات تتناول حقائق شرعية عن الحياة والنبوات والسمعيات المتمثلة باليوم الآخر فيحملونها على حوادث عصرية ' ليستريحوا من لذة التدبر القرآني التي توجب عليهم عمارة الكون ' وحمايته ' وتفهم سننه الشرعية والكونية وتطالبهم بالمحافظة على الدين والنفس والعقل والنسسب والمال والكرامة.
لذلك أزمة كورونا اليوم تدفعنا إلى الالتزام بطرق الوقاية ' وتغيير السلوكات في طعامنا وصحتنا وبيئتنا لنسلك طريق الوقاية والحماية 'ودعم جهود البحث العلمي 'والتعامل مع القرآن والسنة تعامل المتدبر لا تعامل المبرر للعجز والكسل ' لا مانع من الاتعاظ ومحاسبة النفس 'والحذر من المهلكات ولكن في إطار التكليف الشرعي لعمارة الكون
|