جبال البلقاء الاخباري:علمنا الإسلام بأنه لا يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن إلا بأمر الله وقدره فالوباء والمرض قدر من الله ' وليس المعنى أن الإنسان يسعى للمرض بل المطلوب منه أن يسعى للمحافظة على صحته وعافيته قال صلوات الله عليه :"وسلوا الله العافية " ( رواه البخاري ) ولكن الإنسان عند نزول المرض يبحث عن التداوي وهذا مطلوب شرعا ولكن كيف تكون مشاعره وأحواله في فترة المعاناة والمرض
أولا عليه أن يدرك أن في مقاومته للمرض وصبره وعدم تضجره على ما حل به من تدبير مولاه لأن في ذلك فتح من الله له لكسب الأجر ورفعة الدرجة ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :"ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه " (رواه البخاري ومسلم )
ثانيا :" أن يتعلق أمله بالله وهذه رسالةفرديةوجمعية فعلى المجتمعات أن لا تصاب بالإحباط وأن تزيد من الدعاء‘ والاستغفار‘ والصدقات ‘ومظاهر التراحم ’والحرص على استمرار مظاهر الحياة بالحد الذي يبقي جذوة الأمل مستمره قال صلوات الله عليه :"ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء (رواه البخاري)
ثالثا : الأخذ بأسباب الصحة ’ومحاصرة المرض نعم المرض بقدر الله’ ولكن ليس معناه عدم مراعاة التعليمات الصحية فالتزامها واجب وفي مخالفتها وباء وبلاء أشد من المرض ‘ وما أعظم البلاغة النبوية عندما وضح لنا رسول الله صلوات الله عليه أن المرض بقدر الله ولكن لا بد من الفرار من الوباء كما تفر من الأسد ’والفرار من الأسد يقوم على التحسب ' وعدم الاقتراب‘والحرص على عدم الاقتراب من الخطر ‘ وهو ما يعرف في زماننا بالإجراءات الوقائية من العزل والحجر’وهوحديث" لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر وفر من المجذوم كما تفر من الأسد ( رواه البخاري )
رابعا : اغتنام فترة المرض والعلاج بالدعاء والتضرع إلى الله برفع الوباء والبأساء فقد كان صلوات الله عليه يقول " اللهم رب الناس مذهب الباس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت شفاء لا يغادر سقما"(رواه البخاري)