Skip Navigation Links
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
ارسل خبر
                 الخميس , 25 نيسان 2024 م
Skip Navigation Links
اخبار البلقاء
نبض الوطن
برلمانيات
رجال الوطن
اخبار المجتمع
عربي دولي
اخبار الرياضة
منوعات وفنون
واحة الايمان
واحة الايمان
الثلاثاء , 06 شباط , 2018 :: 2:59 م
بين الإفلاس والإنتاج...إعداد : د.هاني خليل عابد

جبال البلقاء الاخباري: نحتاج على الدوام إلى تجلية الحقائق ، حتى لا نكون ممن اتبع هواه بغير علم ، فسولت لهم أنفسهم جمع الحاجات والكماليات الدنيوية بكل طريق،ولا ممّن طوّعت لهم أنفسهم العدوان على ألأنفس والأموال والأعراض ،متغافلين عن  أنهم سيخرجون من الدنيا ولا يروحون منها بغير القطن والكفن .

المفلس هو من عليه ديون لا يفي بها ماله. ومثل هذا الشخص يحجر عليه القاضي(روضة الطالبين للنووي ) وهذا المفلس يحجر عليه بطلب من الغرماء في ديون مستحقة  ،وليس عنده ما يكفي لسدادها جاء في مجلة الأحكام العدلية مادة 999 ) الْمَدِينُ الْمُفْلِسُ أَيْ الَّذِي دَيْنُهُ مُسَاوٍ لِمَالِهِ أَوْ أَزْيَدُ إذَا خَافَ غُرَمَاؤُهُ ضَيَاعَ مَالِهِ بِالتِّجَارَةِ أَوْ أَنْ يُخْفِيَهُ أَوْ يَجْعَلَهُ بِاسْمِ غَيْرِهِ وَرَاجَعُوا الْحَاكِمَ عَلَى حَجْرِهِ عَنْ التَّصَرُّفِ فِي مَالِهِ) والشرع الشريف وهو يتناول موضوع الإفلاس يحذر أيضاً من الممارسات التي تدل على الإفلاس الحضاري والأخلاقي المعتمد على  منظومة غير أخلاقية ،ألا وهي الغاية تبرر الوسيلة ،ولا ريب أن هذا فسادٌ عريضٌ ومبين فعن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «أتدرون ما المفلس؟» قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: «إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار»(رواه مسلم)، والعديد من الناس ركبتهم الديون، ولكنهم لا يندفعون لسدّ حاجاتهم من خلال السلب والنهب ،وترويع الآمنين ،لذا يقارن العلماء بين المفلس في الأموال وبين المفلس في أخلاقه ، فإفلاس الدنيا أمر يزول وينقطع بالموت ،أو بما يحصل لصاحبه من يسارٍ بعد ذلك في حياته، وإنما حقيقةً المفلس هذا المذكور في الحديث، فهو الهالك الهلاك التام ،فتؤخذ حسناته لغرمائه فإذا فرغت حسناته أخذ من سيئاتهم فوضع عليه ثم ألقي في النار، فتمت خسارته وهلاكه، وإفلاسه؛ لأنه إنما عوقب بفعله ،ووزره ،وظلمه، فتوجهت عليه حقوق لغرمائه فدفعت إليهم من حسناته ،فلما فرغت وبقيت بقية قوبلت على حسب ما اقتضته حكمة الله تعالى في خلقه ،وعدله في عباده، فأخذ قدرها من سيئات خصومه فوضع عليه فعوقب به في النار ،فحقيقة العقوبة إنما هي بسبب ظلمه والله أعلم(شرح النووي على مسلم مختصراً) وبعد الحديث عن الإفلاس لغويا ً وفقهياً وحضارياً ،لا بد من ذكر الوقاية من كل ذلك بالتوجه نحو الإنتاج الحضاري والذي يكون مشروعا في وسائله وغايته ، ويشجع العمل ،والزراعة ،والصناعة ،والتجارة ،ويوفر كل مهم للمجتمع ،ويحقق المعاني الإنسانية لأصحابه في الدنيا ، ويثابون عليه تكريماً ورفعة يوم القيامة ،

وتلخيص ما أريده من القصد بما جاء عن  النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " بينا رجل بفلاة من الأرض، فسمع صوتا في سحابة: اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب، فأفرغ ماءه في حرة، فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء، فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبد الله ما اسمك؟ قال: فلان - للاسم الذي سمع في السحابة - فقال له: يا عبد الله لم تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان، لاسمك، فما تصنع فيها؟ قال: أما إذ قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها، فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثا، وأرد فيها ثلثه(رواه مسلم) فبارك الله في مال الرجل ،لأنه عمل واجتهد ،وعند النتاج لا يقصّر مع نفسه ،ولا مع أهله ،ولا مع مجتمعه .


التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك، ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات
أضف تعليقا
الحقول المسبوقة بعلامة (*) هي حقول إجبارية.
* الإسم :
البريد الإلكتروني :
* نص التعليق :
أرسل
2023 © جميع الحقوق محفوظة - موقع جبال البلقاء الاخباري

الموقع مرخص بموجب احكام قانون المطبوعات والنشر يمنع الاقتباس او اعادة النشر دون ذكر المصدر (جبال البلقاء الاخباري)،الاراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي اصحابها فقط.