جبال البلقاء الاخباري:
المرأة في الإسلام، سؤال وجواب
د. أيمن البلوي1- من الأفضل عند الله؛ المرأة أم الرجل؟
هما سواء من حيث الأصل، ويتفاضلون بينهم بعد ذلك بالتقوى والعمل الصالح. والدليل هو النص القرآني المحكم القاطع: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ إِنَّ الله عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (الحجرات: 13).
وقال تعالى مبينا الأصل الواحد: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا،" (النساء: 1).
2- حسناً، من حيث التعامل معها، هل هي معاملة دونية؟ نريد أدلة لا عواطف دينية!
لو قلنا إن المعاملة تفضيلية لصالح المرأة في الغالب مراعاة لتركيبتها وضعفها بالنسبة للرجل؛ لكنا أقرب للصواب، والأدلة:
- أكثر شخص على المسلم أن يراعيه وأن يبره ويخدمه ويسعده، من هو؟ الأم، وهي بالطبع امرأة، والدليل حديث البخاري ومسلم الذي جاء فيه:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: "أُمُّكَ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أُمُّكَ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أُمُّكَ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أَبُوكَ" (رواه البخاري برقم 5971، ومسلم برقم 2548).
بل الجنة تحت قدم امرأة وفق المنظور الإسلامي، وهي الأم، فقد جاء في الحديث الحسن:
"وَيْحَكَ! الْزَمْ رِجْلَهَا، فَثَمَّ الْجَنَّةُ" (رواه ابن ماجه برقم 2781 وحسنه محققه الأرناؤوط).
- خص النبي صلى الله عليه وسلم تربية البنات بالأجر الأكبر في حق من اعتنى بهن:
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، فَصَبَرَ عَلَى لَأْوَائِهِنَّ، وَضَرَّائِهِنَّ، وَسَرَّائِهِنَّ، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُنَّ"، فَقَالَ رَجُلٌ: أَوْ ثِنْتَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَوِ اثِنْتَانِ"، فَقَالَ رَجُلٌ: أَوْ وَاحِدَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "أَوْ وَاحِدَةٌ" (حسنه محقق مسند الإمام أحمد برقم 8425).
وفي حديث آخر صحيح: "مَنِ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ البَنَاتِ بِشَيْءٍ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ" (رواه البخاري برقم 1418).
دخول جنة، ووقاية من دخول النار لمن أحسن إلى البنات، ثم يقال: إن الإسلام يسيء للمرأة!!
ذلك هو الافتراء المركب!
3- وماذا عن ميراث المرأة؟
لا ينظر المنصف إلى ميراث المرأة إلا ضمن منظومة النفقة والميراث بشكل عام، ولا يحكم على حق المرأة بمسألة واحدة من مسائل الميراث.
فالمرأة في شريعة الإسلام لها حق النفقة إن كانت زوجة ولو غنية، ولها النفقة وهي في ولاية والدها ما لم تتزوج، كما أن هناك حالات في الميراث للمرأة فيها نصيب أكثر من نصيب الرجل، ومن أراد تفاصيل هذه القضية فليرجع لكتاب "ميراث المرأة وقضية المساواة" للدكتور صلاح الدين سلطان.
4- ولماذا تمنعونها التعليم؟
هذه فرية لا يقول بها إلا جاهل بالشرع أو مريض قلب، فطلب العلم فريضة حتى على المرأة وفق ما يناسبها وطاقتها، وحكم الوجوب الكفائي للعلوم الدنيوية شامل للرجل والمرأة وفق قدرات كل منهما، والتاريخ الإسلامي يشهد بسوابق علمية نسائية فريدة، منها على سبيل المثال:
فاطمة المهرية مؤسسة أقدم جامعة في العالم وفق موسوعة الأرقام القياسية "غينيس"، وذلك في سنة 245 هجرية (يونيو 859م)، وكانت محتسبة في ذلك، أي لم ترد من بنائها سوى وجه الله تعالى!