جبال البلقاء الاخباري:
عبد الحليم النمر الحمود العربيات
(1964- 1916)
الحديث عن القامات الوطنية مرتبط بمنجزاتها وعطائها الذي قدمته للوطن، ومثل هؤلاء الرجال الكبار الذين بنوا مجداً تليدا، وشكلوا حالة وطنية فريدة تستحق الإشادة، حتى تبقى سيرتها العطرة حاضرة على ألسنة الخلق، وفي ضمائر الأجيال .
نستشرف اليوم سيرة الزعيم عبد الحليم النمر وأحسب أنه من بين أولئك الذين ازدادوا رسوخاً في الذاكرة الوطنية .
أبا مروان ..زعيم السلط، السياسي المحنك الحزبي البارز، البرلماني المخضرم، طود شامخ وقامة سامقة، جمع ما بين الهم العربي والشأن السياسي والعشائري، قلما توفرت في غيره، إنه الرجل الذي يصعب أن تؤرخ سيرته ومسيرة حياته، فهو الزعيم ببساطة خصاله وسمو أفعاله، مدرسة في القيم ومنظومة في الشيم، فيه من شمولية المناقب والصفات ما يحتل مساحة أوسع من أن تفي حقها الأحاديث .
من مواليد السلط العابقة بالتاريخ، مدينة الاوائل، حاضنة أم المدارس، درس في مدرستها، ثم الى جامعة دمشق وحصل على درجة البكالوريوس في الحقوق عام 1939
تقلد العديد من المناصب الوزارية التي أتته صاغرة، فكان يرفضها تارة، ويقبلها تارة أخرى عندما يرى ان بها خدمة الوطن .
النمر .. العضو البارز في الحزب الوطني الاشتراكي، كلفه جلالة الملك الحسين "رحمه الله" بتشكيل الحكومة الحزبية البرلمانية، كونه قد حصل على أعلى الاصوات في الانتخابات البرلمانية عام 1956 لكنه اعتذر.. احتراما وتقديرا لصديق عمره ورفيق دربه رئيس الحزب" سليمان النابلسي" الذي خسر في تلك الانتخابات .
الشيخ عبد الحليم .. لا كلت له إرادة، ولا استكانت له عزيمة منذ أدرك الحق، إذ انتمى يافعا إلى صفوف الأحزاب الوطنية مناضلا بوعي متقدم بما أتاه الله من رجاحة عقل ونباهة وحكمة .
كان يوم 18 تموز 1964يوما حزينا اكتست فيه السلط السواد حزنا على الزعيم النمر، فقد ترجل عن صهوة جواده راحلا وهو في أوج عطاءه، بعد أن صنع لنفسه ذكراه باقية في القلوب، ورصيده النضالي وإخلاصه الوطني ذخرا تقتدي بهما الأجيال في الاستمساك بتلك القيم الخالدة، أسأل المولى ان يحتسبه مع الذين اصطفاهم إلى جواره من الأولياء والصديقين وأغدق عليهم بلا حساب في جنات النعيم .
كمال قطيشات