Skip Navigation Links
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
ارسل خبر
                 الجمعة , 29 آذار 2024 م
Skip Navigation Links
اخبار البلقاء
نبض الوطن
برلمانيات
رجال الوطن
اخبار المجتمع
عربي دولي
اخبار الرياضة
منوعات وفنون
واحة الايمان
عربي دولي
الأربعاء , 17 نيسان , 2019 :: 5:57 م
البشير نزيلا.. سجن كوبر يروي تقلبات السياسة السودانية

جبال البلقاء الاخباري: قبل ثلاثين عاما دخل الرئيس السوداني المعزول عمر البشير القصر الرئاسي في الخرطوم بعد انقلاب عسكري أطلق عليه لاحقا "ثورة الإنقاذ"، بينما آثر مهندسها الحقيقي الزعيم الإسلامي الراحل حسن الترابي الذهاب طواعية إلى سجن كوبر"حبيسا" إمعانا في التمويه.

واليوم يحل البشير "كرها" لا طوعا نزيلا في السجن بعد أسبوع من الإطاحةبه وخروجه من القصر الذي ظل ساكنه طيلة ثلاثة عقود، في مشهد مختلف عن مصير الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الذي ظل نزيلا في مستشفى المعادي العسكري حتى تبرئته.

في سجن كوبر تزدحم الحكايات والذكريات وتتعدد بعدد الأسماء التي ارتطبت به بدءا الإنجليزي اللورد كيتشنر  الذي أمر ببنائه، والإنجليزي الآخر كوبر الذي أطلق اسمه عليه، مرورا بمعادلة "السجون والشجون" على الطريقة السودانية بما تحمله من مفارقات"التوالي" حين يصبح السجين سجانا، والسجان سجينا. 

لمحة تاريخية
سجن كوبر هو السجن المركزي في السودان، ورغم إطلاق تسمية السجن القومي السوداني عليه إلى أن اسم الشهرة لا يزال هو الطاغي والأكثر انتشارا "سجن كوبر".

قرار بناء السجن كان قرارا إنجليزيا إبان فترة الاحتلال، حيث قرر المحتل الإنجليزي بناء أضخم سجن عرفه السودان في تاريخه،  وأصدر الجنرال كيتشنر قرار البناء وشيد السجن بالفعل عام 1903، 

يحمل البناء الطراز الإنجليزي و روعي في التصمم الهندسي لمبنى السجن أن يكون مماثلا للسجون البريطانية، وبوجه خاص سجن برمنغهام. أما التسمية التي ظلت مرتبطة به فتعود إلى المسؤول البريطاني كوبر الذي تولى إدارة مدينة الخرطوم ، وكان قائما علي ذلك السجن فأخذ منه اسمه وصرامته .

يعتبر البعض سجن كوبر نواة حي كوبر الذي نشأ حوله، وتبلغ مساحة السجن خمسة آلاف متر مربع، ويطل على شارع رئيسي لمدينة الخرطوم بحري، بالقرب من جسر القوات المسلحة الذي يربط الخرطوم بالخرطوم بحري.


 سودانيون يتجمعون أمام سجن كوبر لدى إطلاق صحفيين وسياسيين قبل عام (رويترز)
أقسام وإعدام
 يضم السجن 14 قسما، منها قسم المحكوم عليهم بالإعدام، وقسم لمعتادي الإجرام، ولذوي الأحكام الطويلة والقصيرة، وأقسام أخرى للمنتظرين وقسم للمعاملة الخاصة لكبار الموظفين الذين يدينهم القضاء بأحكام سجن وقد تم إلغاء هذا القسم في العهد الوطني.

 شهد السجن تنفيذ أحكام الإعدام أشهر ها اعدامات ضباط شباب بقيادة البكباشي علي حامد عام 1959، في أعقاب فشل محاولة انقلابية ضد حكم الفريق إبراهيم عبود

كما شهد إعدام قيادات الحزب الشيوعي السوداني عام 1971 في أعقاب فشل الانقلاب الذي قاده الرائد هاشم العطا، حيث أعدم أمين عام الحزب عبد الخالق محجوب، وأمين عام اتحاد نقابات عمال السودان وعضو اللجنة المركزية لاتحاد العمال العالمي الشفيع أحمد الشيخ.

وفي يناير/ كانون الثاني 1985 شهد السجن تنفيذ حكم الإعدام بحق زعيم الحزب الجمهوري محمود محمد طه الذي أعقبه زوال حكم النميري في أبريل/ نيسان من العام نفسه.

النزلاء
ظل القسم السياسي في سجن كوبر هو أكثر الأقسام شهرة لارتباط السجناء أو المعتقلين فيه بتقلبات الحكم في السودان، حيث استقبل قيادات الحركة الوطنية المناهضة لحكم الادارة البريطانية، وفي مقدمتهم الزعيم إسماعيل الأزهري، الذي أصبح مطلع عام 1954 أول رئيس لحكومة وطنية ووزيرا للداخلية.

وفي مارس /آذار عام 1985 ضم السجن أكبر حشد من السياسيين والنقابيين المناهضين لحكم الرئيس السابق جعفر النميري، و بعد مرور نحو شهر حدث الانقلاب على النميري الذي قاده الفريق عبد الرحمن سوار الذهب. 

وعقب ذلك اتجهت المسيرات الشعبية إلى سجن كوبر لاطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وفتحت الأبواب بتوجيه من مدير عام السجون، وخرج كافة السجناء السياسيين. وبخروجهم حل رموز نظام النميري محلهم وعلى رأسهم اللواء عمر الطيب.

وفي 30 يونيو/حزيران عام 1989 قام العميد عمر البشير بانقلابه، وأعقب ذلك اعتقال القيادات السياسية، وفي مقدمتهم الصادق المهدي رئيس الوزراء ورئيس حزب الأمة، و زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني. 

خصوصية سودانية
لم يعرف السجن تعذيبا، فالسوداني يرى أن أقصى تعذيب يتعرض له السجين هو سلب حريته، لكن التعذيب حل لاحقا ووجد له مكانا آخر غير سجن كوبر، ويروي من تعرضوا له في العقود الأخيرة أنه كان يتم في "بيوت الأشباح"سيئة السمعة.

يعتبر السودانيون أن سجن كوبر يعد معتقل خمسة نجوم مقارنة بـ"بيوت الأشباح" ويستشهدون في ذلك بواقعة استقبال السجن عام 1989 شاحنتين من الكتب للصادق، فمازحه الميرغني قائلا هل تعتقد أننا سنظل في السجن حتى تنتهي من قراءة هذا الكم من الكتب؟

المهدي ألف كتاب في السجن يحمل عنوان "الديموقراطية عائدة راجحة" فهل يعكف البشير على كتابة مذكراته أم ستحل طوارئ أخرى تحول دون ذلك؟ سؤال تجيب عليه القادم من الأيام. 
    

المصدر : الجزيرة


التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك، ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات
أضف تعليقا
الحقول المسبوقة بعلامة (*) هي حقول إجبارية.
* الإسم :  
البريد الإلكتروني :  
* نص التعليق :  
أرسل
2023 © جميع الحقوق محفوظة - موقع جبال البلقاء الاخباري

الموقع مرخص بموجب احكام قانون المطبوعات والنشر يمنع الاقتباس او اعادة النشر دون ذكر المصدر (جبال البلقاء الاخباري)،الاراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي اصحابها فقط.