جبال البلقاء الاخباري: هذه قصه تتضمن حادثه وقعت في قافله حج وسيلة النقل على الجمال من القصيم من مدينة الرّس في السعوديه حيث كان قائد القافله وإسمه" محمد بن منصور الريس" الملقب "إبن رخيص" وقد وصلت القافله الى مكه المكرمه وأدى من فيها الحج وحين قضى وقت الحج عادت القافله الى بلادها القصيم واثناء العوده اصيب احد المشاركين فيها بمرض الجدري وهو مرض معدي تشاور الجميع في موضوع المصاب وإسمه "بجار بن ذياب الحربي" وقد اقترح احدهم ان يحمل على المصاليب وهي عيدان من الحطب "حماله" ويحملوه اثناء المسير وابدى آخر إقتراح بأن تتأخر القافله لحين يشفى المريض او ينتقل الى رحمة الله تعالى لكن قائد القافله لم يوافق على الإقتراحين الاول هو فيه تعب كثير وفيه خطوره من إنتشار عدوى المرض للقافله والثاني ان القافله لم تحمل معها التموين الذي يكفي المده التي ستنتظر المصاب حتى يشفى او يموت وفي اثناء تداول الأراء وقف الشاب الشهم والشجاع "محمد بن منصور الضلعان" وقد قال : انا اتبرع ان ابقى معه حتى يشفى واعود معه الى الاهل في الرس وإذا توفي ادفنه واعود الى اهلي وقد رفض قائد القافله في البدايه هذا التبرع النخوجي الشجاع الاّ انه قد وافق على الإقتراح.
تركتهم القافله وغادرت لكن المتبرع بمرافقة المريض كتب قصيده وسلمها الى قائد القافله وطلب منه ان يسلمها لوالدته حيث انها حين تسمع عن وصول قافلة الحج تذهب لأستقبال ولدها وحين قابلت قائد القافله علمها بالأمر وسلمها القصيده تصديقا لما ابلغها قائد القافله وقد مكث .....مع المريض لم يذكر كيف كان يتعامل معه حتى لا ينتقل اليه المرض المعدي لكن بقي ملازماً له لحين ما شفي من مرضه وعاد برفقته المريض والذي شفي من مرضه بفضل الله تعالى ثم برعاية هذا الشاب الشهم وقد اسقبله ابناء مدينة الرس اسقبالا حافلا بالزغاريد ودق الطبول وكانت الفرحه فرحتين فرحه لوالدة الشهم مرافق المريض وفرحة لذوي المريض الذي وصل الى أهله مشافى معافى .
هذه القصه قد قرأتها في صفحات منتديات الأدب السعودي واليكم اعزائي القراء متصفحي صفحتي وقراءة ماكتبت القصيده النبطيه البدويه للشاب محمد بن منصور الضلعان الذي رافق وعاد مع المريض :
قل هيه يا شايبات المحاقيب.....اقفن من عندي جداد الأثاري
اقفن بالرخصه كما يقفي الذيب.....لا طالع الشاوي إبليل غداري
يابن رخيص كب عنك الزواريب....إعمارنا يابن رخيص عواري
خوينا ما نصلبه بالمصاليب.....ولا يشتكي من دروب العذاري
لزمن تيجيك أمي بكبده لواهيب.....تبكي ومن كثر البكا ما تداري
تنشدك باللي يعلم السر والغيب.....وين أبني اللي لك خوي مباري
قله قعد في عاليات المراقيب .....في قنة ماحولها الاّ الحباري
يتنى خويه لين يبدي به الطيب.....ولا يجيه إمن الصواوين جاري
إن كان ما قمنا بحق المواجيب.....حرمٍ علينا لابسات الخزاري
وسمي محمد بن منصور الضلعان حيث " لقب " بالضلعان " وذلك لملازمته للجبل الذي كان هو وخويه المريض يقيمون بجواره ويطلق عليه "جبل الضلعان " ولا يزال احفاد وبعض اقارب "الضلعان"
يقيمون في مدينة الرس وهي إحدى مدن اقليم القصيم واكبر مدنها مدينة " بريده" .
منور احمد الدباس