جبال البلقاء الاخباري: أراضٍ محتلة، شعوب متفرقة ومشردة، سجون مليئة بمن يطالبون بالارض والحرية، لا حقوق لإنسان يواجه متخذي القرار لأنهم بقرارتهم لا يفرقون بين الخير والشر.
الترحيل ليست كلمة تقال وأنما كلمة بكل ما تعني للترحيل الفلسطينين من أرضهم وتوزيعهم على الاقطار العربية ،وهي أهم الافكار السياسية الصهيونية .
اليوم بدأت لعبة المقامرة بينهم ،الواقع المأساوي ليس بجديد او طفرة عفوية او مرحلية ،إنما هي جزء لا ينفصم عن حركة تطور الفكر الصهيوني وخاصة بظل الصراع القائم بين الحركة الصهيونية ووليدها اسرائيل من جهة ،والشعب الفلسطيني والامة العربية من جهة اخرى .
وعلى ما يبدو أصبح الخطر الديمغرافي هذا الكابوس الذي يؤرق الصهاينة ويقض مضاجعهم ،وفي هذا السياق ينتصب التاريخ شاهداً على المواقف والممارسات والمظاهر المختلفة المجسدة للفكرة الصهيونية القديمة الخاصة بتهجير او طرد الفلسطينين ،والتي كان أوضحها وافظعها مجازر المنظمات الارهابية الصهيونية قبل حرب عام 1948م وأثناءها وبعدها، تلك المجازر التي كانت حصيلتها قتل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني وتهجيرهم من بيوتهم واراضيهم بقوة السلاح والارهاب بشتى بقاع الارض، ولم يمضِ وقت طويل لهذا التاريخ الدموي حتى جاء عام 1967م وازدادت طرح الافكار للتهجير العرب وبوضوح لا سابق له،وقبل أن يمضي اسبوعان على حرب حزيران عقدت الحكومة الاسرائيلية جلسة سرية لبحث موضوع قوامه السؤال التالي: ماذا يجب فعله على تلك الحكومة فعله لمواجهة مشكلة الخطر الديمغرافي الفلسطيني الناجمة عن احتلال الضفة الغربية وغزة؟ .
وفي هذا الصدد أشارت الصحيفة هارتس الاسرائيلية في مقال نشرته عام 1988م الى ان مناحيم بيغن الوزير بلا وزارة آنذاك اوحى بتصفية المخيمات الفلسطينية ونقل سكانها الى سيناء بينما طالب بنحاس سابير وزير المالية انذاك بنقل اللاجئين الى احدى الدول العربية المجاورة ومع كثر النقاش بالحكومة الاسرائيلية لم يسفر عن اي قرار محدد بهذا الخصوص .
وفي محاضرة القاها أرائيل شارون في تشرين 2 عام 1987م حين اوضح بأن السلطات الاسرائيلية عملت طوال السنوات الماضية على تقديم التسهيلات للعرب الذين رغبوا بالهجرة ،وانه كانت هناك منظمة خاصة لذلك.
والجدير بالذكر أن شارون الذي كشف النقاب عن المخطط هذا هو نفسه في عام 1964م اصدر اوامر لكبار الضباط في المنطقة بتحديد عددالشاحنات المطلوبة لشحن 300 الف عربي الى خارج الحدود الشمالية في حالة نشوب الحرب ،والجدير بالذكر ان الرقابة العسكرية حظرت نشر التفاصيل للخطة الشارونية، ولكن نشرت بعدها بكتاب عنوانه قيصر اسرائيل وعلما تم منع نشرها سابقا بالكتاب العبري .
ومن الملاحظ ان فكرة استغلال الفرص وتنفيذ افكار الترحيل (الترانسفير) الجماعي وجدت هذه الفكرة في حرب حزيران 67م حين بادر بعض كبار الجيش الى تنفيذ عمليات حظيت بالموافقة والمصادقة من قبل القيادة الاسرائيلية ،فقد قام شلومو لاهط والذي كان مسؤولا في حينه عن عمليات طرد العائلات الفلسطينية المقيمة بحائط المبكى في البلدة القديمة القدس، وكذلك قام عوزي ناركيس وكان قائد المنطقة الوسطى بنسف 3 قرى عربية قرب اللطرون وتدميرها ضمن سياق المساعي الهادفة الى التهجير، وبعدها تم تدمير قلقيلية بأوامر من موشيه ديان، والكثير الكثير الذي جرى بعدها لا يسعني ان اكتبه بمقال .
أما رموز الحركات التي تطرح هذه الفكرة 1- حركة كاخ 2- حركة هتحيا 3- الليكود 4- موليدت 5- الحركة الاستيطانية والتنظيمات الصهيونية الارهابية الجديدة، وخلاصة الفكرة وفي ظل كل الاطروحات والافكار والمخططات ،المساعي الصهيونية المتنامية الرامية الى ترحيل الفلسطينين عن ارضهم المحتلة جماعياً للاستيلاء على الاراضي والممتلكات والثروات وتهجيرهم بشتى الوسائل وصولاً الى تعزيز الكيان الاسرائيلي وتوطيده وتخليده، والذي أرغب أن اضيفه أن المخطط الصهيوني لن يفشل الا بالصمود والتصدي لهم، ولكن اليوم الموقف العربي الذي يجب ان يكون موحد وهو الضمانة الوحيدة لاستعادة الحق المسلوب للشعب الفلسطيني ،لم نجده ولم يعد كافياً بظل هذه المرحلة التي تدمر وتقتل وتفتك بغزة واهلها بشكل عام وفلسطين بشكل خاص .
اليوم وبظل المنظمات الارهابية الجديدة الصهيونية الداعمة للترحيل الشعب الفلسطيني ومحو الديمغرافيا الفلسطينية ،علي الجميع الدعم والوقوف ضد هذا المشروع الصهيوني من أجل الانسانية التي تحمل معاني كل الكلمات وتحت مفردات الاطفال والنساء والشيوخ علينا بدعم ثقافة البقاء من أجل الارض من أجل العيش الانساني بكرامة ،اليوم نحتاج كعرب ومسلمين والعالم الانساني الذي يحمل بضميره الانسانية ،دعم البقاء وهذا لن يتم بدون أن يكون لهم العون والمساعدة بكل ما اؤتيت لهم من معنى العون .
ولكن اليوم ما تحمل الرسائل المختلفة للصور كثيرة تعبر عن معنى وخاصة للاطفال أقول اليوم ورسالتي للعالم أجمع :(سينهض من الدم واليأس جيل عنيد جبار لا يعرف الرحمة والمشاعر ليقول للعالم رايت امي وابي واخي يقتلون امامي رايت صديقي بأشلائه ورايت ورايت وسأفعل الكثير من أجل الارض التي ارتوت بدمائهم، هذه رسالة للعالم ليقفوا بجانب الشعب الفلسطيني من أجل مستقبل اطفال يلعبون لا اطفال يقتلوا ويقتلون ).
اليوم ما نراه قد زاد وفظعت الصهيونية بأكثر مما كان .
رحم الله شهداء الارض المحتلة وستبقى فلسطين ارض عربية بدماء أبنائها وأبناء العرب التي ترويها ..