جبال البلقاء الاخباري:
(إنها الرجولة الصحيحة):
عندما تتحقق التربية ويتميز التكوين ويتركز البناء؛ تصح الرجولة ويكون لدى الفرد من القوة النفسية والإرادة القوية ما تجعله أساس النجاح الدافع، والتغيير النافع، والاصلاح الواسع، الواسع في حجمه ومداه، العميق فى أثره ومغزاه، لأن الرجال الأسوياء الأقوياء هم سر نجاح الأمم وأساس نهضة الشعوب.
إن الله تعالى أوجب العقوبة الدنيوية على من ارتكب الفساد في المجتمع لانه تنازل عن المعنى الحقيقي للرجولة، هذا وقد كلف الله تعالى أهل الإيمان أهل الرجولة ممن مَكَّن لهم في الأرض أن يحرصوا على تنفيذ العقوبات على المفسد والظالم؛ حتى تستقيم الحياة الدنيا.
إن ذا القرنين يقدِّم لكل مسئول أو حاكم أو قائد منهجًا أساسيًّا, وطريقة عملية لتربية الشعوب على الاستقامة، والسعي بها نحو العمل لتحقيق العبودية الكاملة لله تعالى, يقول أحد المفكرين:"وهذا دستور الحاكم الصالح, فالمؤمن الصالح ينبغي أن يجد الكرامة والتيسير والجزاء الحسن عند الحاكم, والمعتدي الظالم يجب أن يلقى العذاب والإيذاء.. وحين يجد المحسن في الجماعة جزاء إحسانه جزاءً حسنًا أو مكانًا كريمًا وعونًا وتيسيرًا, ويجد المعتدي جزاء إفساده عقوبة وإهانة وجفوة, عندئذٍ يجد الناس ما يحفِّزهم إلى الصلاح والإنتاج. أما حين يضطرب ميزان الحكم, فإذا المعتدون المفسدون مقرَّبون إلى الحاكم, مقدَّمون في الدولة, وإذا العاملون الصالحون منبوذون أو محارَبون, فعندئذٍ تتحول السلطة في يد الحاكم سوطَ عذابٍ وأداة إفساد, ويصير نظام الجماعة إلى الفوضى والفساد.
إن التربية العملية للقيادة الراشدة هي التي تجعل الحوافز المشجِّعة هدية للمحسن ليزداد في إحسانه, وتفجِّر طاقة الخير العاملة على زيادة الإحسان، وتشعره بالاحترام والتقدير, وتأخذ على يد المسيء لتضرب على يده حتى يترك الإساءة، وتعمل على توسيع دوائر الخير والإحسان في أوساط المجتمع، وتضييق حلقات الشر إلى أبعد حدود، وفق قانون الثواب والعقاب المستمد من كمال القانون الإلهي.
* الدكتور علي الصلاحين