جبال البلقاء الاخباري: "هيمنة التصعيد" هي سلاح الردع الاسرائيلي الأقوى وظهر بقوة بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر في غزة، وفي لبنان بعد قصف حزب الله للقرى والمدن الفلسطينية المحتلة بصواريخ مؤثرة عملت على تهجير سكان الشمال الفلسطيني القابع تحت السيطرة الاسرائيلية، ومفهوم "هيمنة التصعيد" بأن يكون الرد الاسرائيلي أضعاف قوة الهجوم الذي تعرض له، ليتحول الرد لحرب إبادة غايتها قتل كل شيء يتحرك لزراعة الرعب في قلوب السكان وجعلهم يبتعدون عن حماس وحزب الله، ويساهم في جعل القادة العسكريين يفكرون مئات المرات قبل الإقدام على مهاجمة الكيان .
ووسع الاسرائيليين من سياسة "هيمنة التصعيد" لتصل لجميع الدول التي يتواجد بها كل من لهم شأن بطوفان الأقصى ليتم اغتيال إسماعيل هنية في إيران والعديد من قادة حماس في لبنان، بل امتدّت اليد الاسرائيلية لاغتيال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي قصف الكيان خلال عملية الوعد الصادق في أبريل من هذا العام في عملية سرية حملت سياسة فرض "هيمنة التصعيد"، وظن قادة الكيان ان ايران ستتحول لحمل وديع كون الرسالة وصلت بأن كل من يقصف الكيان سيقتل، وهذا ما جعل الكيان يتجرأ على زيادة عمليات الاغتيال في لبنان لتسفر عن مقتل حوالي عشرين قيادياً يتقدمهم حسن نصر الله وعدد من القيادات العسكرية الإيرانية والفلسطينية ومن حزب الله.
وكان الظن الاسرائيلي بأن الرئيس الجديد لايران مسعود بزشكيان لن يملك الجرأة على معاقبة الكيان وقادته حتى في ظل التصعيد الخطابي المتزايد، ليتولد عند الجميع عدا قادة طهران بأن القصف الصاروخي الإيراني مجرد حلم وانه لن يحصل خوفاً من الرد الاسرائيلي الأمريكي المتوقع، ولم يدرك الاسرائيليين أن الوضع مختلف مع إيران كونها ستمارس سياسة هيمنة التصعيد مع الكيان لو تجرأ وقصف منشآت حيوية أو مناطق سكنية في إيران رداً على قصف أكتوبر الحالي كما فعل في غزة والضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان، لتعمل واشنطن على التهدئة كونها تدرك ان القصف الصاروخي الأخير تركز على المناطق العسكرية وأن رد الهيمنة التصعيدية الإيرانية إذا أصابت صواريخها المدن ستقتل أكثر من مئة ألف اسرائيلي، وهو ما يعني حرب إقليمية تكون مقدمة لحرب عالمية ثالثة، وهو ما يؤدي إلى اقتراب انتهاء دولة الاحتلال للأبد حيث سيرحل الباقون وهم على قيد الحياة إلى الدول التي حضروا منها بحثاً عن الأمان.
وحاول القادة الاسرائيليين بعد القصف الإيراني استخدام لغة التهديد لاجبار ايران على تقديم تنازلات في دعمها لحرب الله وحماس، ليأتي الرد مخالفاً للرغبة الاسرائيلية حيث أعلن قائد الحرس الثوري ان الرد الإيراني على أي قصف اسرائيلي سيكون باستهداف محطات الطاقة ومصافي النفط، ليقف نتنياهو مرتعباً كون قصف هذه الاهداف بعد القواعد العسكرية الجوية التي تم استهدافها في القصف الأخير سيطيح به من منصبه، وسيصبح الهدف الأسهل للمعارضة والحكومة وللولايات المتحدة، مما سيجعله الهدف الأبرز للموساد لتصفيته حفاظاً على الكيان وهيبته لأن خسارة "هيمنة التصعيد" تعني نهاية كل شيء.
آخر الكلام:
صنفت العديد من المنظمات اليهودية فلسطين بأنها الدولة الأكثر خطورة على حياة اليهود، وأن الأمان في الدول الغربية والعربية يفوق كثيراً الأمان على أرواحهم في فلسطين، وهذه رسالة تُشجع اليهود للعودة إلى بلادهم الأصلية.