جبال البلقاء الاخباري: ساهم تألق ثنائي فريق السلط لكرة القدم، محمد عبد المطلب "بوجبا" والموريتاني أمادو نياس، في سلسلة من الانتصارات المهمة والحاسمة التي وضعت الفريق في منطقة الأمان على سلم ترتيب دوري المحترفين.
وسجل عبد المطلب وأمادو ما مجموعه 15 هدفا من أصل 23 هدفا سجلها السلط في منافسات الدوري حتى الآن، حيث أحرز الأول 9 أهداف، فيما سجل الثاني 6 أهداف، علما أنه التحق بالفريق مع بداية مرحلة الإياب.
وشكل الثنائي قوة هجومية ضاربة للسلط، عملت على ضرب دفاعات المنافسين وخلخلتها، كما أثبت عبد المطلب وأمادو أن المهاجم القناص يساوي وزنه ذهبا، من خلال ترجمة أفضلية فريقهما إلى أهداف، وحتى في المباريات الصعبة التي لا يملك فيها الأفضلية.
وعاش بوجبا أياما جميلة وسعيدة مع السلط، وساهم في قيادته إلى عدد من الانتصارات الحاسمة بفضل أهدافه الرائعة التي كشفت عن إمكانياته الفنية والبدنية كلاعب معار من فريق الوحدات، وأثبتت حسه التهديفي العالي، إضافة إلى مساهماته الفاعلة في صناعة العديد من الأهداف عبر لمسات جميلة لزملائه، كما ساعد بوجبا في تحقيق الإنجاز التاريخي غير المسبوق بالفوز بلقب بطولة درع الاتحاد للموسم الحالي.
من جهته، قدم نياس نفسه نجما مع السلط وصفقة مميزة منذ المباراة الأولى التي لعبها مع الفريق، وقدم أوراق اعتماده في مباراة شباب الأردن بعد أن سجل هدفين في مرمى شباب الأردن ضمن الجولة الأولى من مرحلة الإياب، قبل أن يحرز هدفا في الجولة الثالثة عشرة في مرمى الفيصلي، ثم سجل في المباراة الثالثة على التوالي مع السلط في مرمى الأهلي بالجولة الرابعة عشرة، وهز أيضًا شباك الوحدات بالجولة الخامسة عشرة للمرة الرابعة على التوالي، ليعود ويسجل من جديد في مرمى فريق الحسين بالجولة الثامنة عشرة.
ومثل أمادو منتخب بلاده موريتانيا في 28 مباراة دولية، وتمكن من تسجيل 4 أهداف فقط، إذ سجل هدفين في مباريات ودية، وهدفًا في تصفيات كأس العالم، وآخر في تصفيات كأس أفريقيا.
وأصبح نياس ثاني لاعب موريتاني يلعب في دوري المحترفين خلال السنوات الماضية، بعد أن ضم الأهلي في صيف العام 2023 المهاجم البشير سيدي، الذي لم يستمر طويلًا.
وقدم نادي السلط، الذي يحتل حاليا المركز السادس برصيد 28 نقطة من 8 انتصارات و4 تعادلات و7 خسائر، خلال الموسم الحالي، نموذجًا ناجحًا يثبت أن التخطيط السليم وحسن اختيار اللاعبين المحليين والأجانب أهم من كمية التعاقدات.
ونجح نادي السلط في تجاوز الصعوبات والعقبات التي فرضها قرار اللجنة التأديبية في اتحاد الكرة قبل بداية الموسم، الذي قضى بتقييد تسجيل لاعبي الفريق بـ20 لاعبًا فقط (17 لاعبًا و3 حراس مرمى) بدلًا من 25 لاعبًا.
وانعكس ذلك على أداء الفريق، خصوصا مع ترك حرية التعاقدات للمدير الفني من دون تدخلات، حيث منحت إدارة النادي، برئاسة خالد عربيات، الصلاحيات كافة للمدرب السابق ديان صالح في بداية الموسم لاختيار اللاعبين وفق رؤيته، رغم محدودية الخيارات المتاحة.
وتمكن السلط من التعاقد مع لاعبين يمتلكون إمكانيات فنية عالية وخبرة كبيرة، ولديهم القدرة على اللعب في أكثر من مركز، ما منح الفريق مرونة تكتيكية مهمة. كما استفادت إدارة النادي من الدروس السابقة في استقطاب اللاعبين المحليين والأجانب، بعد أن كلفت التعاقدات السابقة ميزانية النادي مبالغ طائلة، وتسببت في تراكم الديون التي ما يزال النادي يعمل على تسديد جزء منها.
ويضم السلط حاليًا 20 لاعبًا فقط، إلا أنه يلعب بروح قتالية عالية وإصرار على تعويض نقص دكة البدلاء. وتضم التشكيلة كلا من: سيف أبو هزيم، محمد العمواسي، عمار فايز، أيسر صباح، أوليفيرا جاي، ماهر الشحري، محيسن أبو جبلة، عبد الله الشامي، منير آيت الهادي، إبراهيم الجدي، أحمد طنوس، يزن عبد العال، أحمد العواودة، حمد البلاونة، أحمد العيساوي، سند جعارة، محمد غانم، إبراهيم الجوابرة، محمد عبد المطلب (بوجبا)، وأمادو نياس.
وحافظ فريق السلط على مقعده بين الكبار منذ صعوده في الموسم 2018-2019، عندما احتل المركز الخامس في مشاركته الأولى، وهو مركز عزز حضوره في المنافسات المحلية، كما حصل السلط على المركز الرابع في الموسم 2020، قبل أن يشهد الموسم 2021 تألق الفريق وإبداعه في جميع البطولات المحلية، حيث نافس بقوة على الألقاب، ووصل إلى المباراة النهائية لبطولة كأس الأردن قبل أن يخسر أمام الفيصلي بهدف دون رد، كما تمكن من التأهل إلى الدور الثاني في منافسات كأس الاتحاد الآسيوي في مشاركته التاريخية الأولى.
وأكد المتابع الدائم لفريق السلط، مراد خليفات، أن السلط رسم خلال الفترة الماضية أداء مميزًا، خصوصًا مع المدرب هيثم الشبول. ورغم أن الفريق يضم فقط 20 لاعبًا، إلا أن النتائج التي حققها في المرحلة السابقة لم تأت من فراغ، بل كانت ثمرة جهود إدارية وفنية كبيرة، إلى جانب جهود اللاعبين والجماهير الداعمة.
وأضاف: "لا شك أن معظم لاعبي الفريق مميزون ويقدمون مباريات رائعة، لكن الثنائي عبد المطلب ونياس قدما هذا الموسم نموذجًا يحتذى به، وأثبتا أن الأهم في تشكيل الفريق هو الجودة وليس الكم، من خلال اختيار المهاجم الذي يعرف طريق المرمى القناص، وأثبتت مباريات الفريق في الدوري وقبلها مباريات درع الاتحاد أن العمل الجاد وترك الصلاحيات للمدير الفني من دون تدخلات يثمران".
من ناحيته، قال المشجع علي الحياري: "أصبح فريق السلط من أفضل الفرق التي تقدم مباريات جميلة وأداء مميزًا في الدوري، بفضل كوكبة من النجوم، وعلى رأسهم المتألقان محمد عبد المطلب ونياس، الذي يعد من أفضل المحترفين في الدوري، والعيون، خصوصًا من فرق المقدمة، ترصده، والمطلوب من إدارة السلط العمل على تجديد عقده مبكرا".
وأردف: "بالعودة إلى الأهداف الحاسمة التي جلبت الفوز للسلط، نجد أن بصمات الثنائي بوجبا ونيس واضحة عليها. في المواسم الماضية، عانى الفريق من غياب المهاجم الهداف، وضاع الفوز في العديد من اللقاءات بسبب ذلك، ولكن هذا الموسم تم حل هذه المشكلة بوجود اللاعب الهداف".