الخميس , 18 تموز , 2019 :: 2:04 م
"المربي الفاضل فتحي الكايد العمايره " منور الدباس
جبال البلقاء الاخباري: المربي الفاضل الأستاذ المثالي ، وصاحب الحس الوطني الاردني العروبي الإسلامي ، فتحي الكايد العمايره "ابو مالك" عليه شآبيب رحمة الله تعالى ، استاذي في مدرسة السلط الثانويه في اللغه العربيه ، وكنت في وقتها البّي كل اسألته في القواعد ، وخاصه في الإعراب ، حين يناقش الطلاب في الصف .
كان شحيحا في منح العلامات ، إذ كان يجزي نصف أو ربع علامه للطالب المميز عنده ، حرصا منه على قيمة العلامه ، ومنحها لمن يستحقها . هذا هو استاذي المغفور له بإذن الله ، حيث كان لي الشرف ايضا ان زاملته في مديرية التربيه والتعليم ، وكان مديرا لدائرة الموظفين ، وكنت اجالسه في مكتبه ، كان يفرح حين افتح معه موضوعاً سياسياً عن الوطن ، كان حديثه معي وكأنه يقرأ من كتاب حريصاً على أن يشفي غليلي و رغبتي من الاحداث الوطنيه التي كانت تحدث معهم ، وكيف كانوا ينظموا المظاهرات الوطنيه ، ويعقدون الإجتماعات السريه ويحضرها كل الأطياف الحزبيه والسياسيه ، والتي كانت تعمل في الخفاء وتعمل من تحت الأرض ، وكيف كان الخلاف يدبّْ بين المجتمعين على الشعارات ثم يتفقون عليها والتي ستطرح في المظاهره ، وحتى لا اقع في عتب الناس عن إغفال ذكر اسماء وطنيه حزبيه ومستقله كانت تخاطر بنفسها ، وتكون في مقدمة المظاهرات الوطنيه ساقتصر الكتابه عن هذا المارد الوطني الإسلامي العروبي ، والذي أُكن له كل التقدير والإحترام حياً وميتاً وقد حدثني بأنه تم إعتقاله مرات عديده ثم يتدخل اهل الخير ويطلقون سراحه ، وفي كل مره يُعتقل لم يخضع للسلطات ، ويزيد من كبريائه ، ولم يسبق له بأن وقّع على تعهدات يلتزم بالكف عن نشاطاته السياسيه الوطنيه .
وحيث كان يحدوني الشرف بأن استشيره في كل امور حياتي الهامه ، وكان يقدم لي النصيحه تلو النصيحه ، ومن نصائحه ان شدد على إنتسابي الى جامعة "بيروت العربيه " وفعلا انتسبت الى تلك الجامعه ، وحين وقعت لي فرصة العمل في السعوديه فاتحته بالموضوع قائلا له يا صديقي واستاذي العزيز ابو مالك هناك فرصة عمل معروضه علي في السعوديه ، وأخشى أن اخسر وظيفتي ، واخبرته بأن لجنة التعاقد السعوديه قد وافقت على التعاقد معي بعد تقديم الإمتحانات في المحاسبه والمقابلات الشخصيه معها ، ولم يكن أحد يعرف ذلك لا في عملي ولا اهلي ، وانا استاذي متردد ، وحين سمع مني ذلك نهض عن الكرسي الذي يجلس عليه وقال لي حرفيا " ولك إلي خدمه اكثر من عشرين عاماً في التربيه والتعليم ولا ازال اسكن في بيت إجار ، إذهب وغامر وانت بعدك في اول الشباب ، ولا تتردد يا ابني ، ولاتدع الفرصه تضيع عليك " .
وفعلا ونتيجه للصدى الكبير والمؤثر لهذه النصيحه الخلاقه ذهبت الى لجنة التعاقد السعوديه ووقعت العقد وسافرت الى السعوديه متوكلا على الله تعالى وكان ذلك في عام 1976 . هذا وقد صدر قرار بمنحي فقدان الوظيفه حيث كانت الإستقالات في ذلك الوقت ممنوعه في وزارة التربيه والتعليم ، وقد احدثت سفرتي الى السعوديه تغيرا مهماً ونقله نوعيه كبيره في الوضع المادي والإجتماعي ، حيث كان دخلي مرتفع ، وهو في ازدياد مستمر ، هذا وقد ساعدني مدير التربيه في السلط في ذلك الوقت بأن منحني كل إجازاتي السنويه المربي الفاضل الاستاذ فاروق بدران ، البسه الله سبحانه وتعالى رداء الصحه والعافيه ، وساعدني كذلك في الحصول على حسن السلوك عطوفة مدير مخابرات البلقاء السيد محمد سعود العدوان ولا اعرف عنه اهو حي أم في ذمة الله تعالى ، حيث قال لي "أنت مغترب رايح تجيب مصاري منته شمام هوى وسواء احضرت او لم تحضر كتاب من وزرة التربيه سنمنحك حسن سلوك ، وقد امر عطوفته بطبع الكتاب الموجه للدائره العامه في عمان ، وكلف احداً بأن يتابعه في الدائره العامه بعمان ، وفعلا في اليوم التالي تسلمت كتاب حسن السلوك . عليك رحمة الله وادخلك الله يا استاذي فتحي الكايد العمايره جنات تجري من تحتها الأنهار ، ثوابا من عند الله ، والله عنده حسن الثواب ، وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين .
منور أحمد الدباس
|