جبال البلقاء الاخباري- تناقضات دولية وعالمية في التعامل مع الهجوم التركي وقوات المعارضة السورية وتوغلهم في شمال شرق سوريا يبدو أن الدول الأوروبية هي الأكثر قلقا وفاعلية مع مجريات الأحداث على الحدود التركية السورية في منطقة الشمال السوري .
ففي الوقت التي تدعو دولها إلى اجتماع لمجلس الامن هو الثاني بعد أن عرقلت روسيا والصين مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة الأمريكية تدعو إلى قف الهجوم التركي نجد أن روسيا الحليف الرئيسي والأساسي وصاحبة النفوذ الأكبر في سوريا تتعامل مع الملف بأريحية.
على الرغم من أن تركيا عضو في حلف النيتو الا ان الاتحاد الأوروبي الأكثر تحركا بعد أن أعلنت بريطانيا وقف تصدير الأسلحة إلى تركيا التي أخذت تتوعد بتغيير تعاملها مع الحلف الذي رفض الهجوم وأدانه.
اما الموقف الأمريكي الذي بات متذبذبا يشوبه الغموض فبعد أن أعطى ترامب الضوء الأخضر إلى اردوغان لاجتياح الشمال السوري بحجة إنشاء منطقة عازلة لتسهيل عودة ما يقارب 5 ملايين لاجئ سوري إلى بلادهم والقضاء على اي طموح لدى الاكراد في إقامة دولتهم على الحدود التركية واعلان سحب 1000 جندي أمريكي كانوا متواجدين في المنطقة لحماية الاكراد. سرعان ما عاد عن موقفه نتيجة لضغط مجلسي النواب والشيوخ من الحزبين لردع الأتراك وحماية الاكراد.
الا انه تراجع على استحياء ومماطلة للوقت حيث فرض عقوبات توصف بانها لا تقدم او تؤخر شيئا ولن تؤثر على الأتراك تمثلت بفرض عقوبات على ثلاثة وزراء و دعا الى وقف الهجوم متوعدا بمزيد من العقوبات كما أعلن بانه سيرسل نائبه إلى انقرة قريبا لمناقشة تركيا .
وفي ظل تحركات الجيش السوري الذي نفذ مصالحة مع الاكراد واعلان سيطرته على مدينة منبج يبدو أن الامور للطرفين ليست مقلقة واشبه إلى صيغة تفاهم فلم تشهد المنطقة اي تصادم تأكيدا لما أعلنت عنه الدولة الروسية التي استبعدت وتستبعد ذلك .
إذن ماذا يجري في شمال شرق روسيا ولماذا تصرفت جامعة الدول العربية بسرعة هذه المرة رافضة ومدينة للهجوم التركي في الوقت الذي تشهد الساحة السورية المعنية بالمشهد أريحية في التعامل مع الملف؟
ومن هنا قد نصل إلى حقيقة بانه قد يكون هناك صيغة تفاهم ، بين سوريا و تركيا او روسيا او على الاقل هناك قناعة لدى سوريا بعدم وجود أي اطماع لدى تركيا في أراضيها وأنها ستنسحب بعد الانتهاء من مهمتها وهي القضاء على الاكراد وإنهاء حلمهم في إقامة دولة كردية على حدودها وهذا يتقاطع مع الرغبة السورية التي لا ترغب بانفصال الاكراد واقامة دولة لان ذلك سيكلف السوريين الكثير .
كما ترغب تركيا بإعادة اللاجئين الى بلدهم بعد أن تحملت ما الملايين منهم خلال السبع او الثماني سنوات استنزفوا الكثير من موارد الدولة التركية في ظل التخلي العالمي عن وعودهم للدول المستضيفة وهذا لا تعارضه سوريا أيضا.
اما الموقف الأمريكي فيبدو انه لا يرغب باستقرار سوريا ويهدف الى إشعال المنطقة من جديد نكاية بروسيا اولا ومن ثم إيران هذا سيناريو.
اما الثاني فانه قد يسعى إلى توريط تركيا وإضعافها وتقليص نفوذها كما يعمل مع إيران تحقيقا لرغبة إسرائيلية أمريكية.
ان عدم التدخل الروسي الذي يبدو غير رافض للعملية التركية ووقوف إيران وحزب الله على الحياد قد يشي بأمر ما.
نسيم عنيزات