Skip Navigation Links
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
ارسل خبر
                 الإثنين , 29 نيسان 2024 م
Skip Navigation Links
اخبار البلقاء
نبض الوطن
برلمانيات
رجال الوطن
اخبار المجتمع
عربي دولي
اخبار الرياضة
منوعات وفنون
واحة الايمان
اقلام حرة
الثلاثاء , 02 نيسان , 2024 :: 9:24 ص
" الشيخ الجليل عبد اللطيف الصبيحي وقصتي معه في يوم الأرض"..منور أحمد الدباس

جبال البلقاء الاخباري: كلما سمعت او طالعت كتابة عن الأرض ، تبادر الى ذهني تلك القصه المؤثره ، والتي تركت في عقلي ووجداني باحداثها النبيله وسيرتها وحسها المرهف كل معاني الطيب والوطنيه الرفيعه العاليه، والتي ما أن اتذكرها حتى تثير وتتوهج في نفسي كل المشاعر ، تعيد الي هذه القصه التي لا تزال وستبقى راسخة في ذاكرتي مادمت حيا على  هذه البسيطه   .
 لن انساها ما حييت وكلما سمعت او طالعت كتابة عن الارض اتذكر يوم الأرض الذي نظمه فلسطيني 1948 ، ودعو فيه الى الإضرابات والتظاهر يوم 30/3/1976احتجاجا على مصادرة سلطات العدو الصهيوني الألآف من الدونمات من الأراضي الفلسطينيه  . 
 خرجت المسيرات السلميه الضخمه في كل المدن الفلسطينيه، وقدم فيها الشعب الفلسطيني كوكبة من الشهداء ، وتضامن معها الشعوب العربيه والإسلاميه ، وكان هذا اليوم يوما فلسطينيا اردنيا عربيا إسلاميا بأمتياز ، وفي مقدمة الشعوب التي تضامنت مع الشعب الفلسطيني الشعب الأردني ، الذي خرج بمسيرات حاشده اشتركت فيها كل القوى  الوطنيه والمجتمعات المدنيه بكل اطيافها ، وقد تمت الدعوه العامه لندوه تعقد في الكليه العلميه الإسلاميه في جبل عمان بمناسبة يوم الأرض .
 كان موعد هذه الندوه قد هداني اليه الشيخ والرمز والداعيه الإسلامي " عبد اللطيف الصبيحي  " هذا الشيخ الذي عرف عنه الكثير من اخلاصه ونشاطه المتألق في عمق العمل الإسلامي ، بعيدا عن الإعلام والاضواء والمناصب ، والتي كان يسعى اليها في زمنه الكثير من المنافقين وعبدة المناصب ، لكن هذا الرمز المناضل الإسلامي كانت ساحة عمله في خدمة الدين وتقديم الخدمات للمواطنين الذين عمل في مدنهم مديراً للمساحه والأراضي في اربد وجرش ومادبا والكرك   .
كان عليه رحمة الله تعالى نصيراً ومعقلا للفقراء والأيتام والأرامل اين ما حل وارتحل ، كان يزور المدارس ، ويدفع رسوم الطلاب الفقراء ، و جعبتي حُبلى بالكثير الذي اعرفه عن فعائل الخير لهذا الرجل المناضل صاحب الأعمال الطيبه ، و أعرف شخصية أخرى في السلط كانت تنافسه  وتباريه في اعمال الخير ، وهو عليه رحمة الله تعالى الشيخ " محمد امين زيد الكيلاني "   .
لكن اود ان اقدم قصة حصلت بيني وبين هذا الرمز الإسلامي الحقيقي ، حيث كنت عضوا ناشطا في نادي السلط الرياضي الثقافي ، وقد سأل عني وطلبني لمقابلته في النادي في ساعه محدده عن طريق رئيس النادي عليه رحمة الله تعالى المربي الفاضل "الأستاذ محمد الحياري الهواري "  ، وفعلا قابلته في النادي في غرفة كشافة النادي ، وقد حياني بحراره ، وقال كلمات طيبه تنم عن رجل طيب ، وقد شعرت بالخجل والحيره والفرح معا ، الخجل مما وجه لي من كلام ينبع من قلب انسان صادق ، اما الحيره فلست بعارف ماهو طلبه مني ، والفرح بأني لم اكن احلم او اصدق نفسي بأني اجلس مع شخصية كبيره على مستوى السلط خاصه والأردن عامه  .
 شخصيه بارعه في نشاطها الديني والإجتماعي والسياسي الوطني ، لكن خوفي كان يغلفه الإطمأنان من جانب هذا الرمز الحقيقي الشامخ  بافعاله التي يعرفها القاصي والداني ، هذا وقد وجه لي سؤال وقال : كيفك من الرجال ؟ قلت له وصلت يا شيخ ابو خلدون ، ثم اتبعه بسؤال آخر انخاك ولا انخى الذيب؟ قلت له حيشاك ياسيدي اخس يالذيب ، قال وهو يبتسم اريد ان اكلفك بمهمه هدفها الخير والثواب في الأخره ، قلت له انا تحت امرك سيدي الشيخ ابو خلدون. ، والله لو ترميني على الموت إنت بتأمر . قال عليه رحمة الله تعالى :  سوف تعقد يوم30/3/1976 ندوه في عمان بمناسبة يوم الأرض، واريد منك ان تجمع لي حمولة باصين من الشباب كي يحضروا ويشاركوا في هذه الندوه ، وان يكونوا من ذوي الأخلاق العاليه ، قلت له انا تحت امرك ، سافعل ما بوسعي وسأتعاون مع النخبه من اصدقائي لتنفيذ طلبك ، بعد ذلك وحين ايقن باني سوف اتبنى رغبته اخرج من جيبه وناولني خمسين دينارا للصرف على هذه المهمه ، وفعلا وقبل يوم من موعد الندوه اتفقت مع باصين في موعد محدد بعد ان بلغت اكثر من عشرين شابا وصديقا وطلبت منهم الإشتراك في تلك المناسبه وكل واحد يحضر معه شخص آخر ، وحين حضر الشيخ وشاهد الباصين ومقاعدها يجلس عليها الشباب قال لي قسّم الشباب الى ستة مجموعات ، وكل مجموعه تختار عليها عريفا ، وسلمني اوراق مطبوعه مكتوب عليها شعارات إسلاميه ، منها لا اله الا الله محمد رسول الله ،  تكبير الله اكبر،  لا حل الا بدين الله الإسلام وغيرها من الشعارات وعددها سته شعارات ، كل مجموعه تلتزم بالهتاف بشعارها  ، وتم توزيع الشباب في هذه المجموعات  وحين دخلوا مجموعه بعد مجموعه داخل القاعة ، حيث تم توزيعهم بشكل مناسب متفق عليه وحسب تعليمات الشيخ الجليل ، اعجب المنظمون لهذه الندوه بترتيب هذه المجموعات التي دخلت . 
كانت الاحزاب اليساريه هي المهيمنه على تنظيم الندوه وقد افتتحها "منيف الرزاز " احد أقطاب حزب البعث العربي الإشتراكي رحمه الله بكلمه طويله ، ثم تبعه كلمات اخرى لممثلين عن أحزاب وقوى وطنيه أخرى وقد قاطعتهم المجموعات بهتافاتها الإسلاميه ، وكان للشعارات الإسلاميه التي انطلقت مدويه من حناجر المجموعات في مواقعها المساحه الأكبر بين الشعارات ، والصوت الأعلى بين شعارات اليساريين .
 استوقفني شخص عند الخروج ، وسألني من اين هؤلاء الشباب ؟ قلت له من مدينة السلط ،قال : كنت طيلة الندوه اتوقع ذلك أن يكونوا من السلط ، وقد فرح فرحا شديدا حين علم انهم من السلط ، ثم عرّفني على نفسه ، وهو رجل امني سلطي يسكن في عمان وقد عرفته كيف لا وهو من عشيره كبيره ووالده من رموز البلقاء الكرماء الأوفياء عليه وعلى والده الف رحمة من الله تعالى وهو " أنمار عبد الحليم الحمود " من عشيرة العربيات الكريمه. 
وعند العوده قدمنا وبمساعدة بعض الإخوه وجبة الطعام للشباب ، وعلى طريق العوده شدونا بالأهازيج الوطنيه والشعبيه حتى  وصلنا المكان الذي انطلقنا منه ، وتفرقنا كل واحد الى بيته  .
وفي مساء اليوم التالي التقيت مع الشيخ والرمز الكبير ابو خلدون في النادي ، وقد غمرني بلطفه وكلماته التي تقطر عسلا وتفوح عطرا ، وبعد ان اخذ منا الحديث وقتا في التعقيب والتعليق على تنفيذ المهمه اعطيته ما تبقى من مصروف المشاركه وهو مبلغ 22 دينارا ، لكنه رفضها وقال هذه مكافأه لك ولا يمكن ان اقبل ان تعيدها الي ، قلت له متعففا ، انا موظف واستلم كل شهر راتب ، حيث كنت اخدم في وزارة التربيه والتعليم ، وكان راتبي في ذلك الوقت 32 دينارا ، اصر الشيخ الجليل على منحي المبلغ وكنت أُخفي بداخلي فرحتي بالمكافأه لجزالتها وحاجتي اليها لشراء كتب حيث كنت منتسبا لجامعة بيروت العربيه، وبعد قبولي لها قام وعانقني مودعا ، فأبيت إلاّ أن اقبله على رأسه لكنه أبى أن أقبل يده الكريمه  .
هذا وبعد شهرين جاء  الى  النادي وطلب مني أن اكون عضوا في المؤتمر الإسلامي فرع عمان فقلت له يا ابا خلدون إني اشكرك على ثقتك بي ، وأخبرته بأني سوف اسافر الى السعوديه للعمل هناك وطلب مني ان ارشح احدا غيري ممن اثق بهم فقلت له "خليل ابراهيم البشير " عليه رحمة الله تعالى فقال : اني اعرفه جيدا فقد احسنت الإختيار وفعلا كان رحمة الله عليه من خيرة الخيره من اصدقائي المخلصين   .  
رحم الله الشيخ الجليل والرمز الحاني على  الضعفاء والمساكين ابو خلدون " عبد اللطيف الصبيحي " عليه من الله تعالى شآبيب رحمته، واسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار ، ثوابا من عند الله  ، والله عنده حسن الثواب  .
                منور أحمد الدباس
dabbasmnwer@yahoo.com


التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك، ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات
أضف تعليقا
الحقول المسبوقة بعلامة (*) هي حقول إجبارية.
* الإسم :
البريد الإلكتروني :
* نص التعليق :
أرسل
2023 © جميع الحقوق محفوظة - موقع جبال البلقاء الاخباري

الموقع مرخص بموجب احكام قانون المطبوعات والنشر يمنع الاقتباس او اعادة النشر دون ذكر المصدر (جبال البلقاء الاخباري)،الاراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي اصحابها فقط.