الثلاثاء , 05 كانون الأول , 2017 :: 4:17 م
التحذير النبوي من انهيار المجتمعات..د هاني خليل محمد عابد
جبال البلقاء الاخباري: صلوات الله على من فتح الله به أعيناً عمياً، وآذاناً صمّاً ،وقلوباً غلفاً ، سيدنا محمد البشير النذير ،الناطق بالصدق والصواب ، وأفضل من أوتي الحكمة وفصل الخطاب .
وبعد : فإن النبي صلوات الله عليه عمل على بناء المجتمع وتماسكه على أساس الإيمان بالله ، ومحبة الخير للنفس وللناس ، وفي ذلكم حماية للمجتمعات من التفكك ، ،والنزاعات ،ونجد تلك الحماية مبثوثة في أقواله عليه السلام ، ومنها قوله :: «لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام»(البخاري ومسلم) قال النووي:" كونوا عباد الله إخوانا :أي تعاملوا وتعاشروا معاملة الإخوة ومعاشرتهم في المودة والرفق والشفقة والملاطفة والتعاون في الخير ونحو ذلك مع صفاء القلوب والنصيحة بكل حال قال بعض العلماء وفي النهي عن التباغض إشارة إلى النهي عن الأهواء المضلة الموجبة للتباغض.
ويدعو صلوات الله عليه إلى التدخل السريع لإنهاء النزاعات بين أبناء المجتمع ،من خلال مبادئ الصلح القائم على العدل فيما بينهم ، أما الطبقات الضعيفة فتكون العلاقة معها من خلال مد يد العون لها من خلال برامج تكافلية ، أما القلوب فحياتها في المساجد ، تخرج في نهاية كل صلاةٍ بالسلام على الخلائق عن اليمين وعن الشمال ،أما البيئة فالكل يتقرب إلى الله بنظافتها ، وحمايتها من المؤذيات المادية والمعنوية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس، يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها، أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة»(البخاري ومسلم)
أما الشيطان وأعوانه الذين لاهم لهم إلا في إفساد بني البشر ، من خلال توجيه أنظارهم نحو الشهوات ،وعقولهم نحو الشبهات وتهديد السلم المجتمعي ، وهو ما أطلق صلوات الله عليه تحريش الشيطان ، والذي يوجب على المسلمين أن يحفظوا مجتمعاتهم ،ومواقع تواصلهم من الانسياق له ، فلا يخرجوا منه إلا صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ، قال صلوات الله عليه : «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم» (رواه مسلم) إن هذا التوجيه النبوي يحمّلنا جميعاً مسؤولية حماية المجتمعات من الانزلاقات ، نحو أخذ مجتمعاتنا نحو النزاع والفشل تحت ذرائع واهية مزعومة وموهومة ، اللهم اجعلنا ممن ينتفع من الحقائق المصطفوية ،واغفر إلهي لكل المسلمين بما يتلوه في المسجد الأقصى وفي الحرم .
|