Skip Navigation Links
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
ارسل خبر
                 السبت , 27 نيسان 2024 م
Skip Navigation Links
اخبار البلقاء
نبض الوطن
برلمانيات
رجال الوطن
اخبار المجتمع
عربي دولي
اخبار الرياضة
منوعات وفنون
واحة الايمان
واحة الايمان
السبت , 09 كانون الأول , 2017 :: 9:02 ص
موسوعة التفسير بالمأثور ..د. محمد أبو صعيليك

جبال البلقاء الاخباري: صدر عن دار ابن حزم للطباعة والنشر كتاب موسوعة التفسير بالمأثور من إعداد مجموعة من الباحثين والعلماء بإشراف دكتور مساعد جعفر أحد اساتذة علوم القرآن والتفسير في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض.

وقد حوت هذه الموسوعة أكثر من 85 ألف رواية مجموعة في أربعة وعشرين مجلد تكاد تكون جامعة للتفسير المأثور، من مختلف كتب الرواية والتفسير بالمأثور، بما لعلها تكون أجمع كتاب للتفسير بالمأثور، لو سلم من الملاحظات الأخرى التي سنعرض لها، ولعل الدافع لهذه الموسوعة أمران:

الأمر الأول: الانتصار للرأي القائل بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد فسر القرآن الكريم كله، وهذا اختيار ابن تيمية ومن تبعه من العلماء، في حين رأى جمهور العلماء ومنهم السيوطي أن النبي صلى الله عليه وسلم  لم يفسر القرآن الكريم وإنما فسر آيات معينة، ولو فسر القرآن الكريم لتعطلت التفاسير ، ولتوقف البحث، والرأي الثاني هو الأصح عند المشتغلين بالتفسير.

والأمر الثاني: الاستدراك على السيوطي في كتابه الدر المنثور في التفسير بالمأثور باعتباره أجمع من جمع الروايات التفسيرية المأثورة من بطون كتب التفسير المسندة وكتب الحديث التي توصل إليها.

لكن يلحظ على هذه الموسوعة ما يلي:

1- عدم الاقتصار على الثابت (الصحيح والحسن) من روايات التفسير، ولو فعلوا لكن خيراً لهم وللدارسين، ولكفى الدارسين مؤنة البحث في هذه الروايات والحكم عليها، وهذا أمر شديد المشقة على الدارسين كما هو معروف.

2- جمع الإسرائيليات مخرجة موثقة من كتب التفسير المسندة.
وفي هذا من التشويه على القارئ ما فيه فماذا يهم أن نخرج مرويات هاروت وماروت من ست طرق؟، وماذا يهم أن نخرج روايات تفسير همّ يوسف عليه السلام بأنه قد حلّ دكة إزاره؟ هلا بقيت مخبوءة في الكتب بدون إسناد؟ فلا يطّلع عليها إلا مختص يعرف كيف يتعامل معها.

3-عدم التنبيه على هذه الإسرائيليات وبيان ما فيها من خلل، ومصادمة للعقيدة الإسلامية، بما يقي القارئ شرها، ويعصم دينه من الشبه التي تعرض لها بسبب هذه الإسرائيليات.

4- حصر ناقدي التفسير في خمسة باحثين مختارين (الطبري، وابن عطية، وابن كثير، وابن تيمية، وابن القيم) دون غيرهم من نقدة التفسير وفق مناهج نقد التفسير المعتمدة حسب اللغة والصنعة الكلامية ودلالة السياق، فأين آثار الرازي وابن العربي والآلوسي والقاسمي وغيرهم في نقد هذه الروايات من القدماء؟، وأين نقد المفسرين المعاصرين لهذه الروايات أمثال صاحب المنار، وصاحب الظلال، وصاحب زهرة التفسير، وأمثال الشيخ عبدالوهاب النجار، وأصحاب التفسير الوسيط، سواء أكان كتاب اللجنة، أو كتاب سيد طنطاوي، وسواهم من الدارسين المعاصرين الذين ينبهون على هذه الإسرائيليات والأخبار الضعيفة التي أضنت الباحثين، وشرِقت بها كتب التفسير، ثم أين الكتابات المعاصرة التي نبهّت على الإسرائيليات ككتب أمثال الشيخ الذهبي، والشيخ أبي شهبة، والدكتور رمزي نعناعة، وأين دراسة تلك الباحثة المصرية التي استخرجت الإسرائيليات من التوراة ووثقتها بعد ترجمتها منها، تساؤل مشروع ينطق به كل باحث، وينادي به كل عالم، ما المصلحة في هذا الجمع المخل لهذه الإسرائيليات المخرجة في مكان واحد حسب وجود مكانها من كتب التفسير دون تنبيه عليها؟

5- عدم الحكم على هذه المرويات التفسيرية الكثيرة المجموعة في سياق واحد: فهذا يؤدي إلى الاغترار بهذه الأحاديث طالما أنها تسمى بالموسوعة، وقد أصدرها مجموعة من الباحثين الذين يظن بهم التدقيق والتحقيق في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وما أثر عن الصحابة الكرام.
وعلى هذا فماذا يقول القارئ في أحد تفسيرات آية المقام المحمود المسندة والتي فيها نوع من تجسيم الله تعالى وقعود النبي صلى الله عليه وسلم معه على كرسي يوم القيامة، طالما أن هذا موجود في أمثال هذه الموسوعة.
وبعد هذه الملاحظات أردت بها النصح للعلم وأهله، وتنقية الدواوين المعتمدة في الرواية ومنها التفسير بالمأثور، وحماية عقول القارئ المعاصر من أن يلم بما لا يجمل له الاطلاع عليه من خبر إسرائيلي أو رواية ضعيفة، أو ما أشبه ذلك، حفظاً لدينه، واحتياطاً لمعرفته، والله المستعان.


التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك، ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات
أضف تعليقا
الحقول المسبوقة بعلامة (*) هي حقول إجبارية.
* الإسم :
البريد الإلكتروني :
* نص التعليق :
أرسل
2023 © جميع الحقوق محفوظة - موقع جبال البلقاء الاخباري

الموقع مرخص بموجب احكام قانون المطبوعات والنشر يمنع الاقتباس او اعادة النشر دون ذكر المصدر (جبال البلقاء الاخباري)،الاراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي اصحابها فقط.